تونس الآن
“لن نتخلى عن آمال شعبنا بل عن آمال الإنسانية جمعاء”.. هذا ما تعهّد به رئيس الجمهورية قيس سعيد لدى لقائه برفيق دربه كما يحبذ أن يصفه رضا لينين.
نظريا لا جدال في أن هذا الكلام لا يمكن أن يصدر سوى من رجل وطني.. رجل دولة يعي تمام مشاكل شعبه ويعمل على تجاوزها.. الأزمات اليوم في تونس متعددة ومتشعبة لكن أبرزها جائحة كورونا التي تتطلب تظافر جميع الجهود للخروج من هذه الذائقة الصحية بأخف الأضرار الممكنة بعيدا عن الخلافات والتجاذبات السياسية.. فالعدوّ واحد والمصلحة مشتركة.
التونسيون اليوم في ظل هذا الوضع الصحي الكارثي ، لا ينتظر من رئيس الجمهورية أو من أي مسؤول دولة الشعارات والنظريات فقط، بل تحرك فعلي على أرض الواقع.
ماذا سيتغيّر من هذا الواقع الصحي المأساوي بحديث الرئيس عن المبادئ والنظريات والشعارات، في الوقت الذي تخطت به الوفيات حاجز الـ100 حالة يوميا وأغلب الولايات تستغيث ولا مجيب.
رئيس الدولة تعهّد بعدم التخلي عن آمال الإنسانية في حين أنه مطالب اليوم بتحرك عملي لإنقاذ التونسيين أولا.. فلم تعد لديهم آمال سوى الخروج من هذه الأزمة.
الرئيس مطالب بتفعيل جميع القنوات الدبلوماسية لاستقدام كميات كبيرة من الجرعات ضد الفيروس للتسريع في نسق الحملة الوطنية للتلقيح، عوض الجلوس وبعث برسائل سياسية لأطراف بعينها في إطار المعركة الأزلية بين القصبة وقرطاج وحرب الصلاحيات.. فلا الظرف ولا الوقت يسمح بذلك.
الهدنة السياسية اليوم مطلوبة من أجل التفاتة جماعية إلى الوضع الصحي ومعاضدة المنظومة الصحية لتفادي انهيارها كليّا، والمسؤولية ملقاة على الجميع ليس على عاتق رئيس الجمهورية فقط.. وبانتظار تحرك فعلي لا شعارات وتنظير.
عوني محمد