بقلم: عبد الرؤوف بوفتح __
يا أبي .
لم يحرّروا فلسطين كما كنتَ تعدني ،
وتقول :
– وَعْد الله لا بدّ أن يَتم..
لقد ضحكوا عليكم ..
وباعونا مثل الخردة في كلّ مكان ..
يا أبي ،
لماذا نولد..
وَحَبْل الهزائم في سرّتنا…؟!
(أنا ..نحن ..انتم .. كلنا جميعا)
مثل سمك السَردين
في بحيرة تجف..
ولروائحنا الكريهة
تنغلق السماء
تفر الملائكة..والجن والانس
وحتى الشياطين..
– انا..
من جيلٍ يتَـداوى بالأعشاب
وروائح البخور، والتمائم ،
وبكل دعاء ورثته امي.
وحفظته ..
بِرِيشه وحَشِيشه عن ظهر قلب.
جِـيل البرد، والهمّ ، وكثرةالوهم ، وخردة الوحدة ، ومراثي النكبة والنّكسة ، والفجوة والجَفْوة والخديعة ..واليُتْمِ والجوع ..
وثورات الجراد.
جيل يأكل ثم يتنهّـد ..
يضحك ، يغني وفي قلبه..
أحزان البَرْبر
يحلم طول العمر
كالمجنون بالشمس والتراب..
ثم ينهض مهيضا
وعند وسادته كل صباح
يلم الريش المنتوف من اجنحة القلب.
ــ فدعيني سيّدتي أتسوّل في هذا المَعْنى ..
أنتِ ملح شفاهي ، و رائحة الغَابِ
انت خَلْطة سكرتي
كُوكْتال هذا العذاب..!!
– دعيني..
أصُبّ الزّيت على النار
أكونُ أنا الريح.
يا كُــلّ حرائقي الخضراء ،
يا رَأس الفِـتْـنة ، تاج الرِدّة ..
يا مَنْ حرّض الشّـيعَة والسُنّة ضدّي
أيْقظ فِـيّ سُيوف الخوارج
وأَفْــتَى بِـما أفْـتى …
ـ أنتِ : حَلال دمي ، حَرير شَنْقي ،
منذ ولادتــي ..
من زمن الغُراب ،
وحتى الصّحابة
حتّى مُعاوية ..
وحتّى كافور ، ،، غَرْناطة ،،
وحتى إلِــحَاد الفراشة …
ثُـــمّ حتّى ،،، وحتّــى …
ــ أنتِ الدّمعة ، والضحكة ، والوردة ، والجمرة ، والسبّابَةُ والإبهام ْ ..
أنتِ نصّ مَدْسوسٌ في رأسي ،
رَغْـوة عِــنب ، ونَـقيعُ التفّاحْ ..
…. يا قَدحي المُرْ ..
رَشْفتي الأشهى
وعشبة “زنّوبيا “.. !!