شعر/ – عبد الرؤوف بوفتح .. النّظر الى الأًمَام.. […]
شعر/ – عبد الرؤوف بوفتح
.. النّظر الى الأًمَام..
صار مُريبا
كَمَنْ يَجُوس الدّرب أعمى.
لم اعد انظر الى السماء يا أبي
إنها: خدعة النجوم
لأحلام الغريب.
لم اعد انظر الى الرصيف عند قدميّ..
مللت اوجاع هزائمي.
لم أعد أنظر،
لا.. الى اليمين
ولا الى اليسار..
– اقول لك..
لغتنا العربية:
– نَكْتُبها من اليمين.
وبعد كل ذلك..
حين نتوضّا:
– نبدأ بالعضو الايمن،
حين نتشهّد:
– نرفع سَبّابة اليَدِ اليُمْنى
وأفْضل جَنْب للنوم هو الايْمَنْ
وهكذا..
الى ان نَصِل عتبة الحَمّامْ
نبارك الرِّجْلُ اليُمْنَى قبل اليسرى.
– ايّ فائدة من كل هذا اليمين
يا ابي…؟
-حتى اليسار
من ” طرفة بن العبد”
الى ” مظفر النوّاب”
و” الشيخ إمَام”
رموا لنا تفاحا مشبوها
ثم انصرفوا.
هل اختفت الشياطين..
فينا..
ومن حولنا..
في حصون العقول
وفي رياض الصالحين.
كم زاد النعيق في خرائبنا
في المداخن يا أبي
كم زادت آثار الغربان…خلف جحافل النمل..
في جماجمنا..
والجريمة تبقى طول الدهر
ضد مجهول..
– لم يبق الا الخَلْف..
أستغفر الله..
من إثْم “لُوطْ”
يااا ابي الطيب المطيع
يا.. عذب دمعتك الدافئة السهلة
الذي يعتقد بأهل الخَطوة
الذي مات،،
وقد اخفى عني كثيرا
من المحار الفاسد في قاع البحر..
– فدعيني سيدتي..
افتح لك ضفافا
لم يتركوا لنا فيها عارشة نحبها..
فالحب عند العرب..
مثل بَغْلة “ابي حنيفة النعمان”
تقف عند اول تحية للعابرين..
وتجفل عند نهاية الفتوى
– دعيني سيدتي
انفخ لك
في المُتبقّي من أثافي هذا الغبار
بَعثري عُقْصة شعرك
ضُمّي فمك..واستمعي :
مات طارق بن زياد،
” وهو يجوع،
يستجدي الناس عند المساجد”
وَهَا.. “موسى بن نصير”،
وكيف رُدّت راياته اليه
ثم مات طريدا..
بين ” مكّة ” والقرى…
– أنا أحب رثاء الاندلس
يا سيدتي..
انت سليلة ” وَلّادَة بِنْت المُسْتَكْفِي”
أحب ” ابن زيدون” كثيرا..
احبّ المخالب..
عقوبة التاريخ،
أحب اتساع المنافي،
الريح الصفراء،
شقوق الطين والنار فينا.
قولي..
كيف بَدَاْنا الغصة من زمن الغراب
من آبَار ” بَدْر”
وجبل ” أُحُد”..
الى جبل طارق
من غرناطة حتى “طبريّا”
ومن جَمَل ” عائشة”
الى كل هذا النعيق.
.. وها نحن.. أغرب نحن…!
ننفخ في رماد الاثافي
وقد خلّفتنا القوافل
نسكب الماء في الغربال
نبيع الرمل للريح
ما زلنا نغني..
عند شاهدة “أبي القاسم”
“إذا الشعب يوما اراد الحياة “…!!