توسن الآن
استهتار.. تسيّب.. لا مبالاة إلى درجة الفوضى.. هكذا يوصف الوضع العام اليوم في ولاية القيروان بأول أيام الحجر الصحي الموجه رغم خطورة الوضع الوبائي.
يبدو أن صيحات الفزع التي يطلقها كل يوم مسؤولو الجهة لم تتردد على مسامع أهالي القيروان فالحالة بالنسبة لهم أكثر من عادية، يتوافدون على الأسواق بأعداد غفيرة بلا كمامات ودون احترام التباعد الجسدي.. وكأن كورونا مجرد أكذوبة لا وجود لها.
ما فائدة الإجراءات والتدابير الوقائية إذا لم تطبّق ولم تحترم وإلى متى سيتواصل هذا الاستهتار، نحن أساسا اليوم ندفع ثمن استهتارنا ولا مبالاتنا طيلة فترة عيد الفطر، وولاية القيروان ليست بمعزل عن بقية الجهات فالعقلية ذاتها والاستهتار ذاته.
كل المؤشرات تدل على أن الموجة الرابعة للفيروس ستكون أشد فتكا على الأرواح البشرية وعلى الاقتصاد المنهك، ولكن نحن نواجه ذلك بمزيد من الاستهتار واللامبالاة وانعدام تام للإحساس بالمسؤولية.. وكل ما كانت درجة الوعي ضعيفة كانت النتائج خطيرة إن لم تكن كارثية.
هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع وتأخذ بعين الاعتبار، فالدولة ليست لديها الإمكانيات الكبيرة لمجابهة هذه الجائحة كما أن القطاع الصحي بات منهكا، لذلك فإن السبيل والمخرج الوحيد للخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار الممكنة هو وعي المواطن ولا شيء غير ذلك.. الرهان على المواطن، فهل يكن على درجة من المسؤولية؟
عوني محمد