معجب أنا بك سيدي النائب الذي أقلّ احترامه للموقف العصيب الذي نعيشه ـ من دونك بلا شكّ ـ في مواجهة خوفنا على أهلنا من غول مخيف… معجب بالعسل الذي قطر من عبقرية تسيّسك وسال على ثوب هيبتك النيابية ولوّثها. ولعلّك لا تملك صابونا ليطهّرها لأنّنا استأثرنا بالصابون دونك للتوقّي من كورونا، ولأنّنا منشغلون عن سياسويتك بما ينفع النّاس.
معجب برحلة التقلب الرهيب في سنوات انتمائك إلى صفّ المرحلة، لكنّك فاجأت نفسك بمروق غير مدروس فذكّرتنا بما نسينا من ترّاهات العمل التحزّبي المفرغ من كل معانيه…
الناس من حولنا يموتون حبّا للحياة وأنت سيدي تحيى في فضاء افتراضي من السياسة المرتدّة على الذات الفقيرة إلى احترام المجموعة ولم تدع إلى ضرورة محق النرجسية المفتعلة الزائفة وتقويض عرى النفعية من أجل الذات الجمعية… كان أجدر بنائب أن يكون في الشارع يلتحف بما يستر من العدوى ويوزع الأمل على ناخبيه المخدوعين عسى أن يغفروا له تأنّقه والرجال في الساحة يقاومون… بلا شعارات… بلا مشاريع تنقيحات… بلا اغتراب في زمن الانتماء.
معجب أنا وألوّح لك بيدي وأصيح مهلّلا: يحيا الزعيم… يحيا العظيم… يحيا من أهديناه ما لا يستحق !
…………..
أنا معجب أيضا بعرب وعاربة يتبادلون التحية والمساندة في زمن الوباء بقذائف المدافع وطلعات القصف… لم يشبعوا بعد من التقاتل واختاروا أن يكونوا هم والفيروس عليّ وأنا وعدوّي على الفيروس.
كأطفال محرومين من اللَعب واللُعب أصبحوا يتراشقون كما فعلنا صغارا بطلقات الفوشيك والبنّي بنّي صبيحة كلّ عيد… كولني ناكلك حتّى تملّنا الساحات وتطردنا إلى بيوتنا منهكين معفّرين بالغبار والعبث العبثيّ.
يحيا النرجسيّون هنا وهناك، ويا فيروس افعل ما تؤمر ستجدنا إن شاء الله من الغافلين.
ناصح