قبيل حرب العراق وقف وزير خارجية أمريكا آنذاك كولن بأول، الذي توفي اليوم الاثنين بفيروس كورونا، أمام الأمم المتحدة يدافع بحماس عن أدلة قوية تثبت امتلاك العراق لأسلحة نووية. قامت الحرب في 19 مارس 2003 ولم يعثر المفتشون على أي أثر للأسلحة واعترف بال فيما بعد بأن تبريره للحرب كان خاطئا.
قبل بدء الحرب على العراق عقدت الحكومتان الأمريكية والبريطانية العزم على إسقاط نظام صدام حسين وتغير النظام في إحدى أغنى دول العالم بالنفط. الدولتان حشدتا كل جهودهما ولكنهما كانتا تحاولا الحصول على الشرعية للحرب من لمنظمة الأمم المتحدة والأسرة الدولية وبالتالي الحصول على مساعدة الدول الأخرى في الحرب. لذا لجأت كلا الحكومتين إلى إقناع المجتمع الدولي بان لديهما أدلة استخباراتية على امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل. الحرب شنت تحت هذه المزاعم لكن الأسلحة لم يتم العثور عليها والأدلة التي قدمتها الحكومة الأمريكية أتضح أنها لم تكن صحيحة.
ووصف كولن باول دفاعه عن تقرير بلاده حول عن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة أمام الأمم المتحدة بأنه “وصمة عار في مسيرته السياسية”. واعتبر أن الأمر” مؤلما له” وذلك في مقابلة له مع قناة ABC التلفزيونية الأمريكية.
وكان باول قد قدم كلمة شهيرة حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل أمام الأمم المتحدة في فيفري، استخدم فيها وسائل العرض الحديثة وزعم خلالها أن الولايات المتحدة لديها أدلة أكيدة عن وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق. ودافع عن قرار حكومته بشن الحرب على العراق. كما عرض باول في تقريره صورا زعم أنها لمختبرات بيولوجية عراقية رصدتها الأقمار الصناعية.
باول كان قد استند على معلومات استخبارية زودتها به أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويعتقد بعض المحللين أن باول كان من المعترضين على فكرة الحرب داخل الإدارة الأمريكية وبالتالي فربما أن المخابرات الأمريكية قد خدعته بتزويده بمعلومات مضللة.