بقلم :عبد الرؤوف بوفتح. كتب الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم […]
بقلم :عبد الرؤوف بوفتح.
كتب الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم في سبعينيات القرن الماضي “رسالة عتاب إلى الله” بأسلوبه النقدي الساخر، وبلهجة عامية مصرية محببة…( ثم اجبره الازهر على تغيير عنوان البطاقة التي كان يكتبها انذاك عبر عمود جريدة الاهرام ).. وكان يمهر بطاقته : حديثي مع الله..ثم ابدلها ب: حديث النفس او هكذا..فيما اتذكر..
حقيقة أرى هذه الرسالة ماتزال صالحة لهذا اليوم وتستحق القراءة وكل عام اعيد نشرها :
**اليكم نص الرسالة
عزيزي الله.
عارف أنك موجود وأقرب من حبل الوريد ليا، ومؤمن بعظمتك وعبقريتك ورحمتك، بس عاتب عليك يا سيدي إنك سايب شوية صيع بيتكلموا باسمك ويشوهوا صورتك، ويسرقوا فلوسنا ويصرفوها عليك، مع إنك غني وفي إيدك خزاين الكون، واحنا الفقراء إليك وانت الغني عنا..
يرضي حضرتك يارب تكلفنا كل سنة تلاتة ونص مليار دولار عشان نزور حضرتك في صحراء الخراب، هو حضرتك بتسكن بيت زى يهوه رب اليهود اللى كان ساكن “ولامواخذة” في صندوق..؟
ده.. أنت أقرب لينا من حبل الوريد، ولاحظ حضرتك إن الدولار بقى غالي أوي وداخل على عشرين جنيه، يعني زيارتك بتكلفنا فوق الستين مليار جنيه وإحنا أصلا شعب غلابة بينام من غير عشا..
يرضي حضرتك يارب، الأزهر اللي مالوش لازمة غير نشر الشر والخراب ياخد منا 14 مليار جنيه كل سنة عشان يبني أكشاك للفتوى، تقولنا نطرطر وزي نخش الكانيف “ولامؤاخذة” بالرجل الشمال ولا اليمين..؟
يرضي حضرتك يارب ياخدوا مننا مسيحيين ومسلمين 800 مليون جنيه في الشهر يعني فوق العشرة مليار في السنة عشان ينوروا ويكيفوا المساجد بتاعة سعادتك، يعني هو البيه المؤمن لازم يروح يتكيف في الجامع وياخد حسنات، واخونا الكافر النصرانى يدفع له الفاتورة وبرضه يخش النار..؟
يرضيك يارب، المؤمنين بتوعك يروحوا يحرقوا بيوت المسيحيين اللي بيذكروا فيها اسمك، ويمنعوهم من الصلاة إلا برخصة.. عمرك سمعت حضرتك عن الصلاة برخصة..؟
أخونا حسن حنفي “الفاجر” بيسأل هو إحنا اللي هانصرف عليك يارب ولا أنت اللي هاترزقنا ؟ رديت عليه وأفحمته، قلت له يا يساري يا كافر، إحنا هانصرف فلوسنا على ربنا وندعيه بعد كدة يرزقنا، وحضرته إن شاء الله مش ها يتأخر في الإجابة، هي مسافة السكة، وطبعا كلنا عارفين زحمة المواصلات وطول المسافات..
وحياة حبيبك النبي ماتزعل مني، أنا بس بسأل زي سيدنا النبي إبراهيم “ليطمئن قلبي”.
ولو زعلان حضرتك ولا كأني قلت حاجة، ويجعله عامر لك.