لأوّل مرّة في العالم تجعل بورصة “وول ستريت الأمريكيّة” من الماء قابلا للتبادل على مستوى السوق الماليّة ضمن إطار عالمي يتسم بالتغيّرات المناخيّة وحيث تتخذ فكرة التصرّف في المخاطر المتصلة بالماء أهميّة متنامية.
وقامت “وول ستريت”، وهي من أكبر البورصات في العالم، في هذا الخصوص بإطلاق عقود آجلة على الماء في كاليفورنيا ممّا يعد سابقة هامّة بالنسبة لهذا المورد الطبيعي وينضم بذلك إلى الذهب والنفط والقمح. ويعتبر المختصّون في المجال المالي أنّه بالإمكان الاستفادة من مورد قابل للنفاذ.
“إنّ الفلاّحين وصناديق الاستثمار والبلديّات مسؤولون عن حماية أو المراهنة على توفّر الماء في المستقبل في كاليفورنيا أكبر سوق فلاحيّة في أمريكا وخامس اقتصاد عالمي”، بحسب ما أورده موقع “بلومبرغ”.
وتمّ التفاوض بشأن عقد جانفي 2021 لمجموعة “سي أم اي أي أن سي” المتعلّق بالماء بقيمة 1،1 مليار دولار في كاليفورنيا، لآخر مرّة عند 496 نقطة من المؤشر أي ما يعادل 496 دولارا، وفق المصدر ذاته.
وتمّ الاعلان عن ابرام هذه العقود، الأولى من نوعها في الولايات المتحدة منذ سبتمبر 2020 خلال الفترة، التّي شهدت ارتفاع درجات الحرارة ونشوب حرائق في الغابات على السواحل الغربية للولايات المتحدة وخروج كاليفورنيا من 8 سنوات جفاف.
ويفترض أن تغطي هذه العقود كبار مستهلكي المياه على غرار منتجي اللوز ومسدي الخدمات العموميّة فيما يتعلّق بالكهرباء مقابل اتباع مرونة في اقرار أسعار المياه.
“ستكون التغيّرات المناخيّة والجفاف والنمو الديمغرافي والتلوّث، في الأغلب، اشكاليات تكمن وراء نقص المياه وتحديد أسعارها وتطرح كمواضيع حارقة خلال السنوات القادمة”، ذلك ما تقدّم به مدير عام شركة الاستشارة “واست واتر ريزاتش” المختص في توفير معطيات تستخدم لاحتساب مؤشر المياه.