بقلم حافظ الغريبي في نفس الوقت الذي تلتقي فيه أطراف […]
بقلم حافظ الغريبي
في نفس الوقت الذي تلتقي فيه أطراف أخرى حول مآدب بعض الدول التي انتقدته – كما أشار قيس سعيد – دعا هذا الاخير عائلات شهداء الثورة وجرحاها الى مأدبة إفطار انتهت بـ”توزيع طبق فاكهة” على كل التونسيين كان مذاقها على بعضهم بطعم العلقم…
فقد تحدى الرئيس القوى العظمى التي عبّرت عن انزعاجها من قراره تغيير تركيبة هيئة الانتخابات بالرد عليها بالتساؤل إن كان هو يتدخل في قراراتهم!! وحتى من اقترح عليه توفير خبراء لإدارة الانتخابات -في إشارة لجنة البندقية بالاتحاد الأوروبي- ردّ عليها باستعداده مدها بالخبراء إن شاءت.
والى جانب تجديد دعوته القضاء للتدخل مؤكدا أن له من النصوص ما يسمح له بالقيام بوظيفته في استعادة أموال الشعب فقد رفع الرئيس عاليا لاءاته الثلاث: لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض..
فلا اعتراف بمن باعوا الوطن او من يقايضون الوطن بالسلطة ولا مفاوضات ولا صلح الا إذا جنحوا للصلح ولا حوار الا مع الصادقين الشرفاء.
ولم يخف الرئيس أنه يعدّ لمفاجأة يوم العيد فيها “الجدّ والجديد” على حد تعبيره..
وبما أننا في “عواشر” المفاجآت على ما يبدو التي ابتدأت بتغيير هيئة الانتخابات فقد كان ردّ الاتحاد الشغل بعد ساعات قاسيا إذ سارع بنشر بيانه ممضى من أمينه العام نورالدين الطبوبي بمناسبة غرة ماي وقبل ثلاثة أيام من الموعد ليعتبر فيه ان ما يحدث في العالم وخاصة الحروب التي تخاض بأسلحة الاقتصاد والحروب السيبرنية انعكس على بلادنا وعمّق ما تعيشه البلاد من ازمة وأفرز وضعا كارثيا غير مسبوق زادت حدته على امتداد الأشهر التسعة بعد منعطف 25 جويلية فاشتدت الصراعات السياسية والشطحات المتفردة والمغامرات الصبيانية منذرة بتفكيك الدولة وتفتيت مؤسساتها وانهيار الوضع الاقتصادي على حد تعبير البيان الذي اتهم -ملمحا الأطراف المسؤولة في إشارة لمن في الحكم- بعدم محاولتهم الخروج من الازمة وغياب إرادة لديهم لرسم الخطط ووضع البرامج واشراك القوى الوطنية والاجتماعية وإيجاد الحلول وطنية تشاركية عملية مع استمرار سياسة التخبط والارتجال بما يدفع للمجهول ويغرق البلاد في ازمة هيكلية دائمة تهدد كيانها وسيادتها ومستقبلها.
بهذا الخطاب جاء رد اتحاد الشغل لا فقط على كلمة رئيس الدولة بل وكذلك على ما حدث خلال التسعة أشهر المنقضية فـ25 جويلية لم يعد “حدثا جاء استجابة للإرادة الشعبية وتجسيما لدعواته ودعوات أطياف سياسية واجتماعية كثيرة لإنهاء التجاذبات العقيمة وعمليات التعطيل الممنهجة لأجهزة الدولة ” كما كان في بيان الاتحاد في عيد الثورة بل “منعطفا” زاد الوضع الكارثي التي تعيشه تونس حدة فاشتدت الصراعات السياسية والشطحات المتفردة والمغامرات الصبيانية.. منعطف سينهي أحلام شعب أبي ثار ضد الاستبداد والحيف الاجتماعي والنتيجة تفقير ثلث الشعب وانهيار الطبقة الوسطى على حد تعبير بيان الاتحاد.
فبيان اتحاد الشغل يكشف أن قياداته ضاقت ذرعا وانه آن الأوان لتسمية الأسماء بمسمياتها فكانت صواريخ الطبوبي ..
وبين صواريخ البيان غير المسبوقة لغة وتوصيفا لما يحدث بعد 25 جوبيلة التي جاءت ردّا مقنّعا على لاءات الرئيس الجديدة والمتجددة وتبعا لحالة الاحتقان الاجتماعية والسياسية التي نعيشها يبدو أن عاصفة ليلة القدر هي مؤشر واضح لإعصار قادم يعدّ له كل على طريقته ولا يمكن تجنبه الا بالجلوس إلى طاولة الحوار.
حافظ الغريبي