عالمية : بعدما اتفق وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا وتركيا في اجتماع بموسكو في العاشر من ماي الفائت، على إعداد خارطة طريق من أجل عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة، طرأ جديد على الملف.
بعدما اتفق وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا وتركيا في اجتماع بموسكو في العاشر من ماي الفائت، على إعداد خارطة طريق من أجل عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة، طرأ جديد على الملف.
وكشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عن أن مسودة لخارطة طريق تقترحها موسكو من أجل عودة العلاقات بين تركيا وسوريا باتت جاهزة، وفقا لوكالة تاس الروسية للأنباء.
كما أضاف المبعوث الرئاسي الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا اليوم الأربعاء، بأن المهمة التالية تتمثل في مناقشة المسودة مع من قال إنهم شركاء، ومن ثم على الجميع إحراز مزيد من التقدم في هذا الصدد.
كذلك أمل أن يمكّن اجتماع أستانا من إحراز تقدم كبير بهذا الملف. وتابع أن لقاء لنواب وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران سيُعقد في 21 جوان في أستانا، حيث سيتوجه وفد روسي كبير إلى عاصمة كازخستان، للمشاركة على مستوى نواب وزراء الخارجية للدول الأربع.
وفي حين لم يكشف المسؤول الروسي الرفيع عن مزيد من التفاصيل حول الخارطة، إلا أن روسيا كانت استضافت في ماي الفائت، اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية من تركيا وسوريا وإيران وأجرى الأطراف الأربعة محادثات تمثلت أعلى مستوى من الاتصالات بين أنقرة ودمشق منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد.
وجرت المحادثات على أساس وضع خطة لتحسين العلاقات بين تركيا وسوريا بالتنسيق مع الاتصالات الجارية بين وزارات الدفاع في الدول الأربع.
كما تم بها تبادل وجهات النظر والاتفاق على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمحادثات الفنية في شكل رباعي، وسط دعوات لمزيد من المساعدات الدولية لسوريا، ليس فقط على مستوى السكان الذين يعانون، بل أيضاً من أجل عودة اللاجئين الطوعية والآمنة والكريمة، وإعادة الإعمار بعد الحرب.
وحينها، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن خارطة الطريق المقرر رفعها إلى رؤساء الدول، ستتضمن مواقيت زمنية لتنفيذ المبادئ التي سيتم الاتفاق عليها في الاجتماع الرباعي.
كما شدد على وجوب احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشيرا إلى أنه لا بد من إعادة سيطرة سوريا على كافة أراضيها وضمان أمن الحدود.
وأشار البيان الختامي للاجتماع إلى أهمية التأكيد على سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، مطالباً بزيادة المساعدة الدولية لسوريا لصالح إعادة الإعمار والمساعدة في عودة اللاجئين السوريين.
وأوضح لافروف أنه يجب أن تتيح خارطة الطريق هذه تحديد مواقف سوريا وتركيا بوضوح بشأن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهما، ما يعني حل مشكلة استعادة سيطرة الحكومة السورية على جميع أراضي البلاد، وضمان الأمن الموثوق به للحدود المشتركة بطول 950 كيلومتراً مع تركيا، ومنع وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل إرهابيين.
إلى أن انتهى الاجتماع بأن أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على ضرورة إنهاء ما سماه “الاحتلال” التركي للأراضي السورية وانسحاب كل القوات الأجنبية “غير الشرعية” منها.
أما تركيا، فبحثت “مكافحة الإرهاب” والعملية السياسية والشؤون الإنسانية بما في ذلك العودة الطوعية والآمنة للسوريين إلى بلادهم.
يشار إلى أن موسكو كانت أعلنت خلال الفترة الماضية، مراراً عن جهود روسية لحل الأزمة بين تركيا والأسد وسط حديث عن مزيد من المناقشات بين الطرفين حول آخر التطورات في سوريا، والوضع شمالها، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عودة اللاجئين، دون معلومات رسمية حتى الآن.
وجرت قبل فترة، محادثات ثلاثية بين وزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وتركيا كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا في لقاء رسمي كان الأول على المستوى الوزاري بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق.
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا.
العربية .نت