تونس الآن
على غير العادة، لم تستقبل رئيسة الحكومة نجلاء بودن السفير الأمريكي دونالد بلوم بمكتبها بقصر الحكومة كبقية ضيوفها من مسؤولين كبار، ولكن التقت به في فضاء عادة ما يخصص إلى الندوات الصحفية وعقد الاتفاقيات.
اللقاء كان بمناسبة انتهاء مهام السفير الأمريكي بتونس.. هو لقاء بروتوكولي وشكلي في حد ذاته ولكن مكان اللقاء يوحي بأن رئاسة الحكومة تريد أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة أو للسفير في حدّ ذاته أو لأي طرف آخر.
فالسفير الأمريكي دونالد بلوم يعد من أكثر السفراء نشاطا طيلة فترة عمله بتونس، فقد جمعته لقاءات عدة مع زعماء سياسيين ورؤساء أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، ربما بعضها لم يرق إلى السلطة الممثلة حاليا في شخص رئيس الجمهورية قيس سعيّد ولكن ذلك يبقى مجرد فرضية، بحيث لا يمكن أن نمر مرور الكرام على مثل هذا اللقاء.
هل هو لقاء عادي ولا خلفيات سياسية أو موقف معيّن وراء تغيير مكان لقاءات رئيسة الحكومة بضيوفها من المكتب إلى قاعة عقد المؤتمرات أم أن هناك رسالة ما كلفت بودن بإبلاغها إلى السفير الأمريكي الذي سيغادر تونس متوجها إلى الولايات المتحدة وهي الفرضية الأكثر ترجيحا.. ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا ما فحوى هذه الرسالة؟