وأوضح المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي عقده عقب تقديم إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، والإعلان عن تقديم استقالته، أن العامل الأول هو الافتقار إلى الإرادة السياسية وحسن النية من قبل الجهات الفاعلة الليبية الرئيسية، أما العامل الثاني، بحسب باتيلي، فهو “الديناميكيات الدولية والإقليمية الناشئة”، معتبرا أن “ليبيا اليوم أصبحت ساحة معركة”.
وأشار إلى وجود “تدافع متجدد ومستمر نحو ليبيا على أراضيها المستخدمة كمواجهات عسكرية من قبل جهات فاعلة مختلفة”، و”أيضا قوات ليبية وجماعية وقوات أمنية تستخدم في الصراعات السياسية داخل البلاد”. وأضاف أن المنظمة الأممية “لا يمكن أن تتحرك بنجاح” دعما لعملية سياسية، في مواجهة قادة يضعون “مصالحهم الشخصية فوق حاجات البلاد”.
واعتبر باتيلي أن “كل الصراعات في المنطقة اليوم تؤثر على ليبيا سواء الوضع في غزة، أو تفكك السودان، أو الوضع الأمني المستمر في منطقة الساحل”.
وبحسب المبعوث الأممي المستقيل فإن “ليبيا تسير أكثر فأكثر في طريق فقدان سيادتها”، على الرغم من أن “بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا حاولت تجنب هذا الوضع”. وقال: “كنا بحاجة إلى دعم جميع الأطراف الدولية والإقليمية لتحقيق نتائج ذات معنى. ولسوء الحظ، فقد شهدنا على خلفية هذه الأزمة المتطورة مسارات موازية اتخذتها جهات أجنبية مختلفة مما يقوض جهود الأمم المتحدة”.
ويعتقد باتيلي أن استمرار هذا الوضع يعني أنه “لن يكون هناك مجال للحل في المستقبل”، على الرغم من أن “الرأي العام في ليبيا والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنساء وزعماء القبائل جميعهم متحمسون لرؤية نهاية لهذه الأزمة”. (بوابة الوسط)