يحلّ وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، بالعاصمة السورية دمشق، اليوم السبت، في أوّل خطوة للتعامل مع السلطة الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد”، عن مصادر وصفتها بالمُتطابقة (سورية وجزائرية)، أنّ عطاف سيصل إلى دمشق، في أوّل زيارة لمسؤول جزائري إلى سوريا، بعد حالة ترقّب سادت لأيام في الفترة الماضية.
ويلتقي وزير الخارجية عطاف، وفق المصدر نفسه، بنظيره السوري أسعد حسن الشيباني، لبحث العلاقات بين البلدين، في ظلّ الوضع الجديدة لسوريا، وتأكيدًا من الجزائر على وحدة وسيادة سوريا على كامل أراضيها، مشيرة إلى احتمالية أن يلتقي أحمد عطاف بالرئيس السوري أحمد الشرع.
في مقابل ذلك، لم يصدر عن الخارجية الجزائرية، أيّ بيان يؤكّد خبر زيارة عطاف إلى سوريا .
وتعتبر هذه الزيارة، الخطوة الدبلوماسية الأولى للجزائر في إطار ربط علاقتها بسوريا، حيث تجنبّت التعليق والتفاعل مع تطورات الأوضاع هناك، وكانت الجزائر من بين دول عربية قليلة التي لم رسائل تهنئة لأحمد الشرع، بعد تنصيبه من طرف إدارة العمليات العسكرية رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون، في حوار أجراه مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، اعترف لأول مرة بمجازر الأسد، وأكّد أن بلاده أبلغت النظام السوري الحاكم وقتئذٍ، رفضها بكل حزم المجازر المستمرة ضدّ السوريين، مستذكرًا رفض الدول العربية إعادة سوريا إلى الجامعة العربية عام 2022، في سياق دعم الحوار السياسي، على حدّ قوله.
وقال تبون خلال اللقاء، إنه أرسل مبعوثًا خاصًّا لطرح فكرة لعب دور الوساطة بينه وبين المقاومة، بموافقة الأمم المتحدة، معترفًا أيضًا بعدم نجاح هذه المبادرة.
وكان يبدو أن هذا الحوار، سيكون تمهيدًا للقاء قريب بين المسؤولين الجزائريين والسوريين، للمرة الأولى بعد 14 عامًا بسبب الأوضاع الأمنية هناك.
وكان وزير الخارجية أحمد عطاف، علق في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، على الأوضاع السورية، بأن “الجزائر تعترف بالدول ولا تعترف بالحكومات”، وقال إنّ سوريا تسع الجميع، وبلاده في تواصل مع جميع المعنيين ودول الجوار.
واعتبر عطاف وقتها، أن وحدة التراب السوري ركيزة الموقف الجزائري، مؤكّدًا على دور هيئة الأمم المحوري في الحفاظ على جسور الحوار مع الأطراف المتصارعة في البلاد.
ويُنتظر أن تشمل دور الجزائر في مجلس الأمن مستقبلًا،رفع العقوبات القائمة على سوريا، والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، في المناطق السورية المحتلة بعد سقوط نظام الأسد.