بقلم: حافظ الغريبي “سيهلّ هلال العيد وسيبلغ هذا الهلال في […]
بقلم: حافظ الغريبي
“سيهلّ هلال العيد وسيبلغ هذا الهلال في تونس ليلة التمام.. ليلة التمام للهلال ولكن ليلة التمام بالنسبة لعديد المسائل التي تناولها بناء على ارادة شعبنا وبناء على مطالبه”.
بهذه الكلمات افتتح رئيس الدولة كلمته الثانية خلال مأدبة الإفطار التي نظمها على شرف سفراء الدول العربية والاسلامية ورؤساء مكاتب المنظمات العربية والاسلامية المعتمدين بتونس أسبوعا تقريبا قبل حلول موعد عيد الفطر الذي يتوقع أن يكون إما الاحد غرة ماي او الاثنين الثاني منه.
وقد اختار رئيس الدولة ان يتوجه للسفراء بكلمة أولى قبل موعد الإفطار خصصت لفلسطين، وبكلمة ثانية بعد الإفطار لإبلاغ رسالة واضحة للخارج والداخل فحواها ان نهاية شهر رمضان ستوافق بلوغ التمام بالنسبة لعديد المسائل التي تخص تونس.
ولأن التجربة أثبتت أن رئيس الدولة بارع في التلميح وصادق في الوعيد فإنه يتوجّب أخذ ما يقوله مأخذ الجدّ.. إذ المؤكد أن الرئيس يعدّ لإعلان أمر هام ما قد يخبر عنه خلال الكلمة التي يتوجه بها للتونسيين لتهنئتهم بالعيد.. فما ترى فحواها؟
توجهان ممكنان من المقصود بليلة التمام
التوجه الأول ينبني على ما قاله رئيس الدولة خلال كلمته عن تسرب الاستعمار للعقول ومن انه سيواجه التحدي بالتحدي مشيرا الى وجوب ان “نكون أحرارا داخل أوطاننا وأصحاب قرار” وأن الموقف الواحد داخل الدولة لا يعني غياب الديموقراطية طالما هناك اتفاق على المبادئ بما يبرر ما اتخذه من قرارات وما يمكن اتخاذه لاحقا، وهو ما قد يعني لدى البعض إيقاف العمل نهائيا بدستور 2014 بناء على نتائج الاستشارة.. دستور كانت قد تعطلت عديد أبوابه منذ صدور الامر عدد 117 مع الإعلان عن تغيير القانون الانتخابي.. إعلان عن إيقاف العمل بما يعنيه من قطع نهائي للطريق أمام الراغبين في تكوين برلمان بالمهجر أو حكومة انقاذ بناء عليه.
اما التوجه الثاني فهو الذهاب لإعلان حوار وطني وفق الشروط التي سيضعها والتي باتت معلومة اذ سيستثني من “نكّلوا بالشعب خلال العشرية المنقضية” والفاسدين ومن تلوثت أياديهم الخ..بما يعني انه سيكون حوار قيس مع سعيد.
غير أن الثابت والمؤكد أن الرئيس لن يتراجع وانه ماض في تنفيذ برنامجه بكل ثقة وثبات أحب من أحب وكره من كره… ولكم في مواقفه السابقة أكبر دليل.
حافظ الغريبي