تونس الآن غلبت العبرات وزير الصحة العمومية عبداللطيف المكي الى […]
تونس الآن
غلبت العبرات وزير الصحة العمومية عبداللطيف المكي الى حد البكاء وذلك اليوم خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الداخلية ..وكان السؤال الأبرز ما الذي ابكى وزير الصحة أمام ملايين التونسيين في المباشر ؟ عندما كان بصدد تشخيص الوضع الوبائي بتونس فيما تباينت ردود الأفعال وكل فسر ما حدث بطريقته لكن القاسم المشترك بين الجميع هو ضرورة الاهتمام لدموع الوزير فقد يكون وراءها الأخطر
والمؤكد أن وزير الصحة أصبح يرى كل ما تم بناؤه من خلال استراتيجية مكافحة فيروس كورونا من قبل ان تظهر الإصابات بتونس الى حدود اليوم الذي بلغنا فيه مرحلة الحجر الشامل من اجل محاصرة هذا الفيروس والخروج بأخف الاضرار مهدد بان يتهاوى بسبب التهاون وعد تقدير خطورة هذا الوباء القاتل الذي أربك دولا عظمى على غرار إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وفتك بمواطنيها .
اكتظاظ في مراكز البريد ..في الأسواق في المتاجر وحجر شامل غير محترم ..جلسات في الحومة والاسطح واستهتار بتحذيرات جميع الأطراف خاصة اننا انطلقنا في مرحلة اصعب أسبوعين سيعرف فيهما الفيروس اوج انتشاره وهو ما يرعب وزير الصحة وكذلك الأطباء وكل العاملين في قطاع الصحة الذين اختاروا أن يكونوا في الواجهة لمكافحة الفيروس والتعهد بالمرضى لكنهم لن يكونوا مسؤولين عن انهيار منظومة كاملة -لا قدر الله – خاصة أن 80 بالمائة ممن تتطلب وضعيتهم دخول الإنعاش مهددون بالموت فضلا عن المصابين او الحاملين للفيروس الذين يرفضون الإفصاح عن اصابتهم ويتجولون بين الناس وكذلك يرفضون مصارحة أعوان الصحة وتمكينهم من قائمة الأشخاص الذين تواصلوا معهم فضلا عن رفضهم الالتحاق بالمستشفيات ومراكز الحجر الصحي المخصصة لهم لتلقي العلاج اللازم والمراقبة تزيد في نسبة تعكر حالتهم الصحية وبالتالي بدل الخروج من الازمة بأخف الاضرار ستكون الحصيلة ثقيلة نتيجة الاستخفاف بمخاطر هذا الفيروس .
ستكون الحصيلة ثقيلة لان إمكانيات البلاد على مستوى الخارطة الصحية والبنية التحتية والتجهيزات لا تمكن من المجابهة خاصة اذا تواصل الانفلات خلال الحجر الشامل والاستهتار بكل النصائح وغياب الوعي لدى مختلف الشرائح العمرية في المقابل بدأت كل الأضواء الحمراء تشتعل امام الجهات الصحية وبدأت بوادر الانهيار وبالتالي نزلت دموع الوزير لأنه بدأ يشاهد السيناريو الأسود الذي لا يتمناه أيا كان للبلاد.
دموع عبداللطيف المكي ،دموع الخوف رغم رباطة جأش هذا الرجل ،ورغم التضحيات التي يقوم بها صحبة كل العاملين في القطاع الصحي ابكت تصرفات لا مسؤولة وزيرا يقود الجيش الأبيض يحارب عدوا متخفيا ويعتبر أن هذه الحرب قضية أمن قومي .
خالد بن أحمد