وطنية: تعد ظاهرة الغش في الامتحانات من أخطر الظواهر، التي تعاني منها الكثير من دول العالم ومنها الدول العربية، خاصة مع تقدم الثورة المعلوماتية وتطور وسائل الاتصال الحديثة.
تونس الان :
تعد ظاهرة الغش في الامتحانات من أخطر الظواهر، التي تعاني منها الكثير من دول العالم ومنها الدول العربية، خاصة مع تقدم الثورة المعلوماتية وتطور وسائل الاتصال الحديثة.
طرق الغش الحديثة اختلفت عن طرق الغش السابقة، اذ أصبح الطلبة يستخدمون طرق وتقنيات جديدة يصعب اكتشافها، كالهواتف الذكية، وسماعات “البْلُوتُوث” صغيرة الحجم وأجهزة إرسال دقيقة توضع خلف الآذان وتحت الملابس، وبعض الساعات الإلكترونية المزودة بشاشات وغيرها من الوسائل الأخرى التي تقف وراءها شبكات التي لا يمكن وصفها الا بالإجرامية، تقوم بتهريب الأجهزة المتطورة وصناعتها في بعض الأحيان واعتبار موسم الامتحانات موسم “الربح” ببيع تلك التجهيزات الممنوعة بأسعار مرتفعة.
وسنويا تعلن عديد الدول العربية خاصة عن الكشف عن عدد يتجاوز المئات من عمليات الغش في الامتحانات.
زرع البلوتوث هو احد اكثر الطرق رواجا في الغش، وتتطلب عملية زرع البلوتوث في الاذن، وجود مختصين في ذلك، كما يتطلب نزعها ضرورة عيادة طبيب لتجنب مضارها، وعلى سبيل الذكر نعود بالحديث عن حادثة جدت بالجزائر السنة المنقضية اذ كشف اذاك وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، عبد العزيز بوغابة عن تفاصيل ضبط شخصين في حالة تلبس بتسريب مواضيع شهادة البكالوريا في مادة الفلسفة واستقبال الأجوبة.
وأفاد أن عملية الغش كانت تتم عن طريق وسائل الاتصال عن بعد وتم في اليوم ذاته فتح تحقيق وتوقيف المعنيين بالآمر وتحويلهما إلى مقر الشرطة القضائية. وتم حجز جهاز هاتف نقال ذكي مزود بشريحة ومربوط بشبكة الانترنت وحجز جهازي بلوتوث .
وبعد إجراء التفتيش الالكتروني لجهاز الهاتف النقال، تمت معاينة وجود رسائل الكترونية بذاكرة الهاتف تؤكد حالة الغش من خلال تسريب مواضيع البكالوريا إلى أشخاص لم يكشف التحقيق عن هويتهم خارج مراكز الإمتحان ثم استقبال الأجوبة المناسبة للاسئلة من طرف الاشخاص المشتبه فيهم عن طريق البلوتوت والفايسبوك الخاص بأحد الشخصين الموقوفين.
وبعد تلمس ومعاينة احد الأشخاص، تم العثور على شريحة جهاز بلوتوت مزروعة بداخل تجويف الآذن اليمني بإحكام، حيث تطلب نزعها تدخل طبيب مختص في شبه عملية جراحية لصغر حجم هذه الشريحة ما يوحي أن عملية زرع هذه الشريحة كان من طرف أشخاص مؤهلين ومختصين.
وتم إيقاف 30 تلميذا في الجزائر السنة المنقضية اجروا عمليات جراحية لدى أطباء اما لزرع سماعات بلوتوث او لنزعها.
وغير بعيد عن الجزائر تم امس في ثانوية ابن سينا بمدينة بني ملال بالمغرب ضبط حالتي غش تتعلق بتلميذ وتلميذة خلال اجتياز امتحان مادة الفيزياء من طرف مراقبي امتحانات البكالوريا بثانوية ابن سينا بمدينة بني ملال،
وأوقفت لجنة المراقبة التلميذين في حالة تلبس بالغش عن طريق استعمال سماعات التواصل على مستوى الأذن “VIP”، الأمر الذي دفع مدير المؤسسة المذكورة إلى استدعاء عناصر الشرطة التي حلت بالثانوية للتحقيق في الواقعة.
وجرى نقل الموقفين على وجه السرعة إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي ابن رشد من أجل إخراج السماعات الدقيقة التي تعمل عن طريق “البلوتوث” من داخل أذنيهما.
وفتحت المصالح الأمنية ببني ملال تحقيقا في الموضوع من أجل الوصول إلى مروج هذه الوسائل التي تستعمل أساسا في عمليات الغش المدرسي.
اما بالنسبة لتونس فيكفي العودة الى تصريح وزير التربية السابق فتحي السلاوتي وتحديدا يوم 10 جوان 2022 ، الذي اكد فيه تورّط بعض الأطباء في وضع سمّاعات (ما يعرف بالحُمصة) في آذان مترشحين لامتحانات البكالوريا.
وكشف عن خضوع عدد من المترشحين لامتحانات البكالوريا إلى عمليات جراحية بسيطة لوضع هذه الآلات المعتمدة في الغش.
الغش في الامتحانات ظاهرة لا تتفرد بها تونس فقط انما عابرة للقارات، فلا يخلو بلد من الغش غير أن النسب متفاوتة من بلد الى اخر وحسب مواكبة ذلك البلد للتكنولوجيات الجديدة فبعض البلدان طورت أنظمة لكشف حالات الغش، من خلال رصد الذبذبات الصادرة عن الأجهزة الرقمية والتشويش عليها فيما تكتفي بعض البلدان الضعيفة بحجب خدمات الإنترنت والاتصالات فحسب.
الغش ظاهرة ممنوعة قانونيا ومنبوذة أخلاقيا لا يمكن ان تنتج جيلا يفكر ويبدع وقادر على تقديم الإضافة، بل تنتج جيلا متقاعسا لا يعول الا على الحلول السهلة، وهو ما يلزم عديد الدول اليوم بمراجعة المنظومات التعليمية الخاصة بها والتي قد تقطع مع هذه الظاهرة او تحد منها.