تواترت خلال الأيام الأخيرة أخبار من جهات مختلفة في البلاد […]
تواترت خلال الأيام الأخيرة أخبار من جهات مختلفة في البلاد حول إقدام مجهول او اكثر على حقن أطفال بمواد غير معروفة، في توزر ثم في قفصة وسليانة والعاصمة واليوم الجمعة في المهدية وسوسة.
ظاهرة خطيرة قد تكون تداعياتها أخطر، في المقابل لم نشاهد جدية في متابعة هذا الفعل الشنيع وفتح تحقيق جدي حول هذه الحوادث وإماطة اللثام عن هويات منفذيها ودوافعهم، خاصّة وأنّ المسألة تتعلّق بأطفال وتلاميذ ….
هذه الحوادث تذكّرنا بأخبار “الشلاط” أو هكذا كان يُعرف المجرم الذي كان يضرب أرداف النساء بآلة حادة، في غالب الأحيان بشفرة حلاقة أو سكين، وهو على متن دراجة نارية، واشتهرت قصصه في تونس سنة 2003، ولازالت عالقة في أذهان التونسيين ولازال الغموض يلف هوية منفّذها أو منفّذيها.
وبالعودة إلى موضوع الحقن المريبة التي تعرّض لها إلى حد الآن 7 أطفال، بنفس الطريقة تقريبا فإنه يشار إلى أن التحاليل التي أجريت لضحايا عمليات الحقن لم تفض إلى إصابتهم بأية فيروسات أو أمراض قد تكون نقلت لهم جراء تعرضهم لتلك الحوادث، لكن ذلك لا يعني أبدا أنها مجرّد عمليات بسيطة وأن تداعياتها قد تكون بلا أهمية.
قد يكون من الأسلم أن يتم وضع الأطفال الذين تعرّضوا لعمليات الحقن تحت المراقبة الصحيّة المتواصلة للوقوف على تأثير تلك الحقن عليهم على المدى المتوسط على الأقل لا سيما وأننا في زمن قد يحكم فيه فيروس أو وباء على العالم بالفناء. وكذلك لا بدّ من تحرك فوري للجهات القضائية والأمنية قصد فك لغز هذه العمليات والضرب على أيادي منفّذيها.
كما تذكّر هذه العمليات أيضا بعمليات حرق كانت قد استهدفت عددا من السيارات في الاحواز الشمالية للعاصمة، مرة في حلق الوادي وحينا في الكرم وصولا إلى قرطاج واتضح فيما بعد أن منفّذها شاب كان يشتكي من مشاكل نفسية جراء توتر علاقته بوالده الذي كان يعمل في الحماية المدنية.
وبينت الأبحاث حينها أن الشاب كان يقوم بحرق السيارات في مناطق مرجع نظر إدارة الحماية المدنية التي ينتمي إليها والده وأنه كان ينتقي توقيت عملياته وفقا لأوقات مناوبة والده نكاية فيه.
ومن ناحية أخرى صار لزاما على الأولياء أن يكونوا أكثر حذرا وألا يتركوا أبناءهم منفردين في طريقهم إلى مدارسهم في انتظار انقشاع الغبار الذي يغطّي حقيقة هذه العمليات.
حمزة حسناوي