ثقافة:
أضاءت الفنانة التونسية نجاة عطية ليلة 13 أوت التي تزامنت مع الذكرى السنوية 68 للعيد الوطني للمرأة التونسية، وأقيم هذا الحفل ضمن فعاليات الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي
أضاءت الفنانة التونسية نجاة عطيةليلة 13 أوت التي تزامنت مع الذكرى السنوية 68 للعيد الوطني للمرأة التونسية، وأقيم هذا الحفل ضمن فعاليات الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي بالتعاون مع وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، حيث مثّل مناسبة لتكريم المرأة التونسية وتقديم عرض موسيقي يجسد أصالة الفن التونسي.
ومع أولى المعزوفات الموسيقية التي أمنتها الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني، أطلت الفنانة نجاة عطية بعد غياب ناهز 10 سنوات على الساحة الفنية، فصافحت جمهورها بعرض حمل عنوان “سيدتي”، وقدمت حفلا يعكس عمق إلمامها بالتراث الموسيقي التونسي . وأدّت باقة من أغانيها استهلتها بأغنية “وينو” ثم “ميلالك” و“ماشي” و”مع اني سبتو”.
استمرت الفنانة في إضفاء لمساتها الخاصة على أغانيها الطربية الشهيرة، حيث قدمت أداءً يعكس تنوع الموروث الموسيقي التونسي، مع حفاظها على الجوهر الطربي الأصيل، فكان أداؤها محملا بالعاطفة والاتقان واستحضرت أعمالها القديمة التي حفظها الجمهور، فغنّت له من روائعها “نفس المكان” و”أخاف عليك”، كما غنّت لكوكب الشرق أم كلثوم “دارت الأيام” فكشفت عن مهاراتها الفائقة في إدارة الصوت والتعبير عن المشاعر والحماس في الأداء.
واستضافت نجاة عطية على الركح الفنان محمد الجبالي، فغنّيَا “خليني بجنبك” وهي أغنية كانا أدّياها معا سنة 2001 على نفس هذا الركح. وتجلى تميّز نجاة عطية في قدرتها المذهلة على التلاعب بتقنيات الأداء والغناء بمهارة فائقة، فجعلت كل أغنية تروي قصة مختلفة وتلمس شغاف القلوب. فكان عرض “سيدتي” تجربة عاطفية وثقافية تجسد تنوع وتألق الفن التونسي.
ولم تفوّت هذه الفنانة العائدة بحماس إلى الساحة الفنية إتحاف جمهورها بجديد إنتاجاتها، فغنّت له “سلطانة”. وختمت حفلها بأداء أغنيتين من الموروث الغنائي الجربي هما “يا لالة” التي انتظرها الجمهور بشغف وشوق كبيريْن و”يا لال يا لالالي”.
وسجّل هذا العرض حضور جمهور نسائي متنوع يعكس النسيج الاجتماعي والثقافي للتونسيات. فكانت النساء الحاضرات من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية مما أضفى على العرض طابعاً جماهيريا متنوعا. وبدت مشاعر الفخر والاعتزاز واضحة على ملامح الحاضرات، خاصة مع إدراكهن أن هذا الحدث يتزامن مع عيد المرأة التونسية، وهو ما جعل لحظات العرض تتجاوز حدود الترفيه إلى تجسيد للكرامة والاحتفال بالدور الذي تلعبه النساء في المجتمع التونسي