بقلم : عواطف علي الحابري تونس.. لم تعد آمنة وجميلة […]
بقلم : عواطف علي الحابري
تونس.. لم تعد آمنة وجميلة يااا سادتي ..
حيث الحرام مجاني والحلال مُكلف جداً
حيث وصول” البيتزا ” أسرع من وصول الإسعاف والأمن.
حيث فقدان الهاتف أكتر ألماً من فقدان الكرامة
و الملابس تحدد قيمة الشخص
حيث أصبح الوفاء و أصحابه من الطراز القديم
حيت أن المال هو تمثال الحرية والعدالة
والمساواة.
مرحباً بك في هذا البلد الذي لم بعد يؤنس
وأصبح الكذب فيه – فطنة – والخيانة ذكاء، والفقر عيب والعُري أصبح قمة الأناقة والحرية ،، والحشمة واخلاق عروبتنا واجدادنا وامهاتنا قمة التخلف.. وصار الجمال وتلميع الاقنعة هو عامل الاستدراج والتباهي و مقياس الجذب الأول.
كسر الخاطر أصبح صراحة ، و جبر الخواطر أصبح طيبة واستبلاها.
و المال يُجِبر الناس أن تحترمك حتى لو كان مالا حراما.
و المبادئ و القيم قمة التخلف و التأخر.
أهلًا بك في قمة الزيف و في أسوأ عصر من عصور البشرية..!
في خضم كل هذا الجحيم المتلاطم فينا ومن حولنا ،، اتساءل بمرارة ،
اين دور الكُتّاب ، والمُربّين ، واهل الاصلاح ، والأيمّة والوّعاظ .. ورسالتهم المقدسة في سبيل بث وتمرير الكلمة الطيبة والاخلاق الحميدة في صفوف ناشئتنا التي كاد يعبث بها الانحراف ، وتسود فيها الجريمة بمختلف افاتها ، ويفتك بها الانحلال الاخلاقي في كل مكان قصدناه..
فرسالة اهل الخير والنخبة ..هي كلمة طيبة تُصْلح العقول ..والشعوب والامم..بها تسمو وتَرْقى.. وبها تزدهر وتعيش طويلا.
ان الكثير من كُتّابنا اراهم قد ابتعدوا عن معالجة قضايا مجتمعنا ومشاغله وهواجسه وهمومه المتسارعة المتلاحقة..وتاهوا في دوائر الزحام والهرطقة والتقليد وتقديم بضاعة لا تنفع اصلا.. بل نشابه عليهم القول واستعصت عليهم مستلزمات ومتطلبات الكتابة.
اذ ليس بالضرورة ان تمتلك ورقة وقلم.. لكى تدرج بقائمة الكتاب.. فهناك ماهو اهم من الورقة..والقلم ..
ولكل كاتب مذاق مختلف يميز حرفه عمن سواه من الكتاب الاخرين
فهناك كُتّاب يكتبون باقلامهم ولايجيدون سوى الكتابة بالحبر
وهناك كُتّاب يكتبون بقلوبهم
تملأ العاطفة حروفهم
كُتّاب يكتبون باحلامهم
كُتّاب يكتبون باحزانهم
كُتّاب يكتبون بامراضهم
يسكبون احقادهم على الورق
كُتّاب يكتبون بلا ثقافة
يمارسون الكتابة كالطّهاة
كُتّاب يكتبون لغيرهم
يعرضون اقلامهم للبيع
– فما احوجنا اليوم
تملأ اصواتهم الارض يصلحون ما افسده الاعراب في بلادنا الجميلة..