بقلم : عبد الرؤوف بوفتح لقيت ، منذ ايام ، […]
بقلم : عبد الرؤوف بوفتح
لقيت ، منذ ايام ، طلب صداقة عبر حسابي الفايسبوكي من السيدة :
– ” وفاء بوعتور / السيدة واو”.. كما امهرت صفحتها بعطف الاعجاب والدهشة هذه.
وقبل ذلك.. وتحديدا اثناء انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب..تابعت كغيري من المُبْتَلين بالشان الشعري والادبي والثقافي عموما ،، تابعت ذاك الصخب الماكر.. والحبر المسموم الذي سال حول ديوان شعري لها بفضاء المعرض
يحمل عنوان :
“نهديات السيدة واو”.
للحقيقة..لم أقرا الى الان تلك المجموعة..بل قفزت الى صفحتي بعض قصائدها التي تحمل جميعها شارة ” النهد”
النهد المأساة .. هذا النبع الدافىء العجيب الذي يعطينا نسغ الحياة منذ اليوم الاول لصراخ ولادتنا.. ويمدنا بلذة الشهوة والنشوة على امتداد شبقنا ونزواتنا ، في حلالنا وحرامنا..في طهرنا وفسقنا ، شئنا ام انكرنا، تجاهرنا ام اخفينا..
فلماذا..نُنْكِره..
ونتجنّب منافعه..وخطاياه.
تماما كخطيئة التفاح..
لن اذهب بعيدا في تشخيص بؤسنا وسخافتنا..وعقدة الجنس عندنا..باسم المُقدّس..وخدش الحياء..والاباحية..
فالمسكوت عنه في افعالنا وعاداتنا وتقاليدنا..وتراثنا ..وكبتنا..اكثر دنسا.. وبشاعة..وانحرافا..وانحطاطا.. هو الذي جعل من العرب ( اي منا جميعا).. امة مرتبكة..مترددة.. مكبوتة ..حسّا ومعنى..ونحن لا زلنا نلتف في تلك “القماطة” الكريهة تحت جبة العفة..والتقوى.. والمكروه.. وقائمة المعاصي .
وقبل ذلك..من حقي طرح سؤالي :
– لو صدرت هذه المجموعة باسم شاعر( ذكر يعني او فحل)
وبنفس العنوان “نهديات السيد واو”
هل يقع شيطنتها والتنكيل بها بمثل تلك السخرية..والسذاجة..والدّونية..؟!
لا زلت اذكر في مطلع ثمانينات القرن الماضي..حين صدرت لشاعرتنا واديبتنا الرائدة المبدعة “نعيمة الصيد”- التي يؤلمنا اختفاؤها حقا منذ سنوات-
مجموعة قصصية تحمل عنوان “الزحف”..وهي اخطر لغة..ومبنى..
واباحية من “النهديات”..فقامت الدنيا..ونعتوها بما لا يكتب ولا يقال..غير انها صمدت..وقاومت
ضجيج الرّعاة..حتى صار كتابها يوضع في الرفوف الاولى من واجهات المكتبات .
ثم..وليس سَبّا..
من فينا لم يقرا كتاب الشيخ النفزاوي”الروض العاطر”.. الذي كتبه منذ بداية العهد الحفصي في القرن الخامس عشر.. والذي هو عبارة عن “كشكول اباحي” باتم معنى الكلمة.. والذي يباع الى يومنا هذا..ليس في المكتبات او معرض الكِتاب فحسب.. بل يباع جهارا امام المساجد والجوامع..كل صلاة الجمعة..
ذاك الكتاب الذي امرت النازية ذات عهد بحرقه..لان النساء الالمانيات.. فيهن ما يكفيهن..وَلَسْن ناقصات غريزة جنس وشهوة..!!