تونس الان
في حادثة مأساوية جديدة، أقدم طفل يبلغ من العمر 10 سنوات على الانتحار شنقاً في منزله الكائن بجهة خنيس من ولاية المنستير.
ووفق ما كشفه مساعد الوكيل العام والناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية، فريد بن جحا، فإن سبب انتحار الطفل كان مجرد نقاش بسيط بينه وبين والده.
وهذا الحادث يثير مخاوف كبيرة من ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الأطفال في تونس، حيث رصدت تقارير وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن 16 حالة انتحار في صفوف الأطفال منذ بداية العام الجاري، كما رصدت 176 محاولة انتحار.
ووفق ما بينه الناطق الرسمي فإن الطفل ينتمي لعائلة ميسورة الحال، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول أسباب ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الأطفال، خاصة وأنها ليست مقتصرة على الأطفال من الأسر الفقيرة.
ولفهم أسباب ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الأطفال، توجهنا إلى المختصة في علم الجريمة والوقاية من الانحراف لطيفة تاجوري، والتي أوضحت أن حالات الانتحار قد تكون مرتبطة بأمراض نفسية لا يتم الانتباه لها في الوسط العائلي نظرا لغياب الوعي.
وأشارت تاجوري إلى أن الاستسهال في التعامل مع الأطفال في فترة المراهقة واعتبار أن كل رفض للسلطة وتعبيرات مغايرة لانتظارات الأسرة أو المجتمع بأنها نتيجة للمراهقة، يحرم الطفل من التمتع بالتعهد النفسي لا في مرحلة الطفولة ولا في مرحلة المراهقة.
وأكدت التاجوري أن الأسرة غير قادرة على تمييز سلوك الطفل ما إن كان غير مقبول أم أنه ناتج عن أمراض نفسية وعقلية.
كما أشارت التاجوري إلى أن حالات الانتحار مرتبطة أيضا بالخوف من النتائج المدرسية، حيث يتوخى الطفل إما الهروب والانقطاعات المتواترة أو الانتحار رفضا للواقع المعيش.
كما أكدت الباحثة أن تداول حوادث الانتحار وتجسيد الجريمة بعرض تفاصيلها ينتج عنه تتالي حالات الانتحار على اعتبار أن المجتمع الطفولي يعاني من عدوى السلوك الاجتماعي.
ودعت التاجوري إلى ضرورة الوعي بأن الانتحار خطر محدق بالأطفال، وإلى تظافر الجهود بين الدولة والأسر والمجتمع المدني لإيجاد برامج مباشرة تهم الأطفال.
وان تعددت أسباب انتحار الأطفال فإنه أصبح ضرورة اليوم إيجاد سياسات تهتم وتعنى بالطفل بشكل مباشر حتى يتم الحد من الأرقام المفزعة والمحافظة على مستقبل تونس