تونس الآن نشرت صفحة تقول أنها تابعة للإدارة العامة لأمن […]
تونس الآن
نشرت صفحة تقول أنها تابعة للإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية على فيسبوك ما يلي “تتقدم القيادة بالتهنئة إلى كافة قوات الأمن الداخلي وعلى رأسهم القائد الأعلى للقوات العسكرية والأمنية سيادة رئيس الجمهورية “.. هذا حرفيا ما جاء في الصفحة.
الصفحة تبدو رسمية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المحتوى والتدوينات المنشورة وطريقة كتابتها.. الملفت للنظر أن جل التهاني السابقة الموجهة إلى رئيس الجمهورية اقتصرت على صفته كقائد أعلى للقوات المسلحة.. فلماذا هذه المرة أقحمت “الأمنية” ووسّعت صلاحيات الرئيس بجرة قلم. ودخلت بذلك إلى منطقة محظورة على المؤسسة الأمنية والعسكرية.. فالمعركة سياسية بامتياز قائمة على قراءات مختلفة للنص الدستوري.. لا مكان فيها لقوات الأمن الداخلي والجيش.. ولا تعنيهما أساسا.
يجب أن نحيد بالمؤسسة الأمنية والعسكرية عن مثل هذه الصراعات السياسية وجعلهما على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية، فهي مسخّرة لخدمة الوطن، ولا مجال لإقحامها في مهاترات ونقاشات عقيمة لمصلحة هذا أو ذاك.. بل على العكس يجب دعم مبدأ حيادية الأمن والجيش وضمان وحدتهما وتماسكهما.
أيعقل لصفحة تقول أنها تابعة للإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية، جرّ مؤسسات حساسة تمثّل صمام أمان البلاد إلى مثل هذه الصراعات السياسية الضيّقة.. فهما أرفع من ذلك بكثير. عوني محمد