قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن الغزو […]
قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يحدث في أي لحظة، وإن الولايات المتحدة سوف تستمر في نشر المعلومات الاستخباراتية المتاحة لديها حتى لا تتمكن روسيا من “اختلاق ذريعة” لشن هجوم مباغت في أي وقت.
ورفض سوليفان، في برنامج على شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا ستشن هجوما يوم الأربعاء كما خمنت بعض التقارير.
وقال “لا نستطيع أن نتنبأ باليوم المحدد، لكننا منذ فترة نقول إن الهجوم قد يقع في أي يوم، وهذا يتضمن الأسبوع المقبل، قبل نهاية الألعاب الأولمبية”.
وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بشأن الغزو الروسي المحتمل الذي تنفيه موسكو.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد برر قرار بلاده إخلاء السفارة الأمريكية في كييف.
وفي المقابل دعا الرئيس الأوكراني إلى الهدوء، وقال إن العدو الأكبر هو “الهلع”.
كما قامت الولايات المتحدة بسحب موظفيها، العاملين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا،من مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا شرقي أوكرانيا.
ونفت موسكو التي تحشد أكثر من مئة ألف عسكري على الحدود نيتها غزو أوكرانيا.
ووصف كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين، يوري أوشاكوف، التحذيرات الغربية من غزو روسي وشيك لأوكرانيا بـ “هستيريا وصلت ذروتها”.
في الأثناء حذر المستشار الألماني أولاف شولتز روسيا من مغبة شن هجوم على أوكرانيا، قائلا إن أي عمل عسكري سيواجه بعقوبات فورية و “ردود فعل قاسية”.
وجاءت تصريحات شولتز قبل يوم من زيارة من المقرر أن يقوم بها إلى كييف الاثنين حيث يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أن يتوجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفق مع نظيره الأوكراني على مواصلة “نهج الدبلوماسية وسياسة الردع” في التعامل مع روسيا، وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت الرئيسين يوم الأحد.
وكان بايدن قد أجرى السبت مكالمة هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار محاولات نزع فتيل التوتر في المنطقة.
في هذه الأثناء، قارن وزير الدفاع البريطاني بين والاس الجهود الدبلوماسية الغربية الحالية بـ”استرضاء ألمانيا النازية”.
وقال لصحيفة صنداي تايمز “هناك أجواء تشبه نفحة ميونيخ في الهواء”، في إشارة إلى اتفاقية عقدت مع هتلر وفشلت في منع الحرب العالمية الثانية.
وقال والاس أيضا إن “احتمال الهجوم يبقى مرتفعا ويمكن أن يحدث في أي وقت”.
وانتقد سفير أوكرانيا في بريطانيا، فاديم بريستايكو تعليقات والاس، وقال لبي بي سي إن هذا “ليس الوقت المناسب لنا للإساءة إلى شركائنا في العالم، وتذكيرهم بهذا الفعل الذي [جلب] الحرب بالفعل”.
وكانت دول عدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا نصحت رعاياها بمغادرة أوكرانيا في الحال.
وانضمت كندا واستراليا إلى الولايات المتحدة في خطوة إجلاء موظفي سفاراتهم في كييف.
ونقلت السفارات الثلاث عملياتها إلى مدينة لفيف غربي البلاد، بالقرب من الحدود مع بولندا. أما السفيرة البريطانية فقد قالت إنها سوف تبقى في العاصمة الأوكرانية مع فريق عمل محدود.
وقال بلينكن إن “خطر عمل عسكري مرتفع الاحتمال والتهديد قريب بحيث يجعل عملية إخلاء السفارات عملا متعقلا”.
من جانبه دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إلى الهدوء وقال “العدو الأكبر الآن هو الهلع”.
وقال زيلينسكي إنه إنه لم ير بعد أي دليل على غزو روسي قريب.
وقالت مراسلة بي بي سي جنا بيزبياتشوك إنه ليست هناك مؤشرات قوية للهلع في كييف أو أي مدن أوكرانية كبيرة . لكنها أضافت أن الأوكرانيين بدأوا يأخذون التهديد الروسي على محمل الجد بشكل متزايد، وبدأوا باتخاذ إجراءات الحيطة والطوارئ.
وقد وضعت خطة لإجلاء سكان كييف البالغ عددهم 3 ملايين كإجراء احترازي.
وحذر البيت الأبيض من أن الغزو قد يحدث في أي لحظة، وقد يبدأ بقصف جوي.
وقد ازداد التوتر بشكل متواصل مع استمرار روسيا في حشد قواتها على امتداد الحدود الشرقية لأوكرانيا. وأجرت روسيا كذلك أكبر مناوراتها البحرية في البحر الأسود منذ سنوات، واتهمتها أوكرانيا بفرض حصار بحري عليها.
وتأتي هذه الأزمة بعد ثماني سنوات من ضم روسيا شبه جزيرة القرم، والتي تبعتها حرب بين أوكرانيا والمتمردين الموالين لروسيا في المناطق الشرقية للحدود مع روسيا.
ويقول الكرملين إنه لا يستطيع قبول انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، ويطالب باستبعاد هذه الإمكانية، وهو ما رفضته الولايات المتحدة قائلة إن أوكرانيا دولة مستقلة ويجب أن يكون لها مطلق الحرية في تحديد تحالفاتها الأمنية.