تمكنت فرق بحوث مخبرية في الصين وفرنسا وأمريكا من اكتشاف […]
تمكنت فرق بحوث مخبرية في الصين وفرنسا وأمريكا من اكتشاف علمي مذهل يخصّ وباء كورونا وانتهت إلى أنّ فيروس كوفيد ـ 19 ليس المتسبّب المباشر في موت المصابين بالعدوى، لكنّه العامل الأساسي لتنشيط قاتل فتاك يوجد في الجهاز الهضمي للبشر، وهو يتكاثر مع التقدّم في العمر. لذلك، تمّ تسجيل أرقام مفزعة لدى الشيوخ ولدى مرضى السمنة أكثر من الأقل عمرا وبدانة أيضا. وقد يكون أكثر دمارا في المدن الكبرى أيضا وأقلّ تأثيرا في الأرياف والبلدان الفقيرة لنفس السبب. سنرى ذلك في هذا التقرير…
يقول الباحثون ـ في إجماع واضح ـ أنّ البكتيريا التي تحمل اسم “بريفوتيلا”. هذه الباكتيريا تنتشر في أنحاء كثيرة من الجسم وبعضها يتسبّب في الالتهابات المفصليّة، لكنّ حليفة فيروس كورونا التي تمّ اكتشافها موجودة غالبا في الجهاز الهضمي لدى الغربيين مثلا بسبب تناولهم المفرط للحوم الحمراء، وفي الأمعاء عند الأفارقة الذين يتناولون أكثر النشويات والألياف.
الهجوم الأوّل
يتسلّل الفيروس اللعين ـ كما نعلم جميعا ـ من خلال التلامس أو رذاذ السوائل التي ينشرها المريض حوله فتصيب من لم يتوقّ منها ثمّ ينتشر الفيروس في الجسم ويسبّب ما يشبه نزلة الأنفلونزا. إلى هنا نحن متفقون، والصورة واضحة لديكم. لكنّ الضبابيّة الحاصلة هي حول تحوّل الفيروس إلى سفّاح داخل الجهاز التنفسي ثمّ الهضمي وربّما تلحق أضرارا فادحة ومفاجئة بالدماغ بما يخلف موتا أشبه بالجلطة الدماغية، كما يمكن أن يكون وراء إصابة الذبحة الصدرية.
سنترك حديثنا عن هذه النقطة ونهتمّ بأخرى ستعيدنا بدورها إلى هنا…
نحن نتذكٍّر كيف غامر البلحث الفرنسي المتخصّص في الأحياء المجهرية ديدياي روولت باستخدام مضادّ لفيروس الملاريا كلوروكين بعد جمعه بمضاد هيدروكسيكلوروكين واخترق تزمّت المجتمع الطبي الفرنسي والدولي وانطلق في رحلة التصدّي لكوفيد ـ 19 في مراحل العدوى الأولى وحقّق نجاحا أشاد به البعض وحذّر منه البقيّة… ثمّ نحن نتذكر أيضا تجارب مماثلة باعتماد مضادّ أزيترروميسين. عديدون هم من تجرّؤوا على إجراء تجارب علاجية، في حين دخلت المخابر العالمية رحلة اختراع لقاح يضمن لها إيرادات خيالية لأنّ “حرفاءهم” سيكونون 7 مليارات… تخيّلوا كتلة جبل الأوراق المالية التي سيجمعونها. وقد تجنّد لذلك آلاف الباحثين وآلاف المطبلين في وسائل الإعلام في كلّ أنحاء العالم لمساندة رحلة البحث عن اللقاح الأنسب، مع تشويه كلّ محاولة لإيجاد حلول علاجية ناجعة.
الهجوم الثاني
الآن نعود إلى حيث توقفنا سابقا فنقول ـ بناء على ما توفر من معطيات ذكرناها ـ أنّ العلماء الذين اكتشفوا الشراكة المشبوهة بين الفيروس وباكتيريا “بريفوتيلا” بالاعتماد أصلا على نجاحات روولت وغيره في التجارب العلاجية. فالاكتشاف المثير يستوجب ـ لو ثبتت صحته طبعا ـ أن تقفع المخابر والشركات التي رصدت لها المليارات عن التفكير في توليف لقاح لأنّها ستصطدم بمعطى الزمن اللازم لذلك كما حصل مع محاولات سابقة في إيجاد لقاحات للأنفلونزا بأنواعها، وسيكون من الصعب عليها أن تستثمر ثانية في مغامرة صناعة دواء. كما أنّ الوقت سيكون في صالح الباحثين الجدد الذين سيركزون قبل كلّ سيء ـ كما يقولون ـ على برنامج عاجل يستنسخون فيه باكتيريا “بريفوتيلا” إيجابية تمنع قريبتها العدوانية التي أمضت عقد “زواج متعة” مع كوفيد ـ 19 من مواصلة مهامّها، إذ يرجّح أصحاب النظرية الجديدة أنّها تتولّى إغراق رئتي المصاب بالماء لتسبّب اختناقا فظيعا بعد سلسلة من الالتهابات المؤلمة في الجهاز التنفسي فالهضميّ فسائر الأعضاء الرئيسية كالقلب والدماغ.
هذا هو التحدّي البحثيّ الطبيّ العاجل، وقد يكون كافيا إذا تمكنت الباكتيريا المسالمة التي ستزرع في جسم المصاب من ردع الباكتيريا الانتهازية التي كان الجهاز المناعي يلجمها ويمنعها من الجريمة الحيوية التي أصبحت تتفنّن فيها. وقد تتبع تلك الزراعة التعديلية بمصاحبة علاجية تكميلية أو بديلة حسب ما يتطلبه الأمر.
هذه كارثة بالنسبة لمن راهن بالمليارات لاستكشاف طريق للقاحات ولشركائهم من المخابر وربما الأنظمة الصحّية والسياسية والمالية في بعض البلدان التي دخلت بعد حرب التلاسن حول طبيعة الفيروس ومصادره… سيكون نسفا لـ”زواج مصلحة” سبق أن شهدنا أمثلة سابقة منه في مدار صناعة الأدوية واللقاحات… سننتظر ونراقب ما قد يحدث !