تونس الان بالنظر في قائمة المترشحين في الانتخابات التشريعية التي […]
تونس الان
بالنظر في قائمة المترشحين في الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم 17 ديسمبر الآتي، وبصرف النظر عن الجهات، يبدو منطقيا أنه في حال فوز بعض الوجوه المعروفة سياسيا والتي كان لها دور حقيقي في منع الانحراف سياسيا والدفاع عن تونس وقيم الجمهورية التونسية هي الأجدر بقيادة البرلمان القادم، من بين هذه الوجوه تهامي العبدولي المترشح عن سيدي بوزيد الشرقية.
إننا نتوقع أنه في حال فوزه سيكون الطريق ممهدا أمامه للفوز برئاسة البرلمان وذلك لخمسة أسباب أساسية: السبب الأول أنه يكتسب خبرة سياسية معتبرة منذ ما بعد الثورة، فقد كان قياديا في حزب التكتل واستقال منه لما رأى أن ذلك الحزب ساير النهضة في قراراتها كما أنه استقال من الحكومة بعد اغتيال شكري بلعيد وكان شرسا في مقاومته لتغول حركة النهضة ويعلم القاصي والداني أنه تم تهديده بالاغتيال وكلفه ذلك حماية أمنية مدة سنتين. ثم كان أن أسس حزب الحركة الوطنية وانتخب نائبا في البرلمان سنة 2014، وحافظ على نفس النهج في رفض الإسلام السياسي والدعوة إلى الوطنية والتخلي عن الأجندات الأجنبية. السبب الثاني هو تجربته الحكومية في وزارة الخارجية لما كان كاتبا للدولة للشؤون الأوروبية سنوات 2011-2013، ثم كاتبا للدولة للشؤون العربية والإفريقية سنتي 2015-2016. وكان له الفضل في حصول تونس على مرتبة الشريك المميز لأوروبا سنة 2012 واستطاع تحصيل هبات لتونس تفوق خمس مئة مليون يورو. وفي فترة 2015-2016 استطاع باقتدار جدير بالتنويه إدارة الملف الليبي وترأس اللجنة الأمنية لمتابعة الوضع في ليبيا وفي ظرف سنة واحدة تمكن من عقد ست لجان عليا مشتركة، وهو أمر لم يحدث مثله سابقا في وزارة الخارجية، وكانت بين تونس والجزائر ومصر وموريتانيا والمغرب والأردن وقطر برئاسة رئيس الحكومة آنذاك الحبيب الصيد، وقاد وفد تونس في قمة جامعة الدول العربية في شرم الشيخ في 2015. وهندس بإذن من الرئيس الباجي قائد السبسي إدانة كاملة من الرؤساء العرب للإرهاب في تونس. وما لا يعلمه كثيرون أنه هو من هندس أيضا فكرة مجلس الأعمال التونسي الإفريقي TABCومجلس التعاون التونسي الكويتي.
أما السبب الثالث، فهو عمله في المستوى الدولي فمنذ أن التحق بمؤسسة الثقافة العربية تمكن من تطويرها وجعلها تعمل مباشرة مع رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعاقبين وأسس المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل الذي يحضره سنويا رؤساء دول وبرلمانات من كل القارات، ويعتبر تهامي العبدولي مفتاح العلاقات في بلدان البحر الأبيض المتوسط سياسيا وثقافيا بشهادة المؤرخ ليف شتنبرغ مدير معهد دراسة ثقافات المسلمين في لندن.
السبب الرابع هو القوة في نسج لعلاقات الدولية والقدرة على المحافظة على العلاقات الشخصية فالرجل كانت تربطه علاقات قوية ومازالت مع كاثرين آشتون سابقا ورئيسة مالطا السابقة ورئيسها الحالي جورج فيلا وسياسي إيطاليا وفرنسا ورئيس البرتغال ورئيس ألبانيا ورئيس أرمينيا والخارجية الروسية ومستشاري ميركل سابقا والأمانة العامة للأمم المتحدة ومسؤولين في الصين ويضاف إلى ذلك علاقته بكل دوائر القرار في الخليج العربي وله صداقات متينة معهم حتى إن الرئيس السابق كان يكلفه ببعض المهام كلما تعسرت عليه بعض القضايا.
أما السبب الخامس فهو شهرته العلمية الواسعة فهو دكتور محاضر في اختصاص الحضارة والدراسات الثقافية المقارنة، فقد كان أستاذا زائرا في عدد من الجامعات المرموقة في اليابان وإيطاليا وفرنسا وهولندا وأنجلترا وسلوفينيا ومالطا وألبانيا زيادة على عضويته في لجان دكتوراه في هذه الدول. وللتهامي العبدولي عدد من المؤلفات بالعربية والإنجليزية نذكر من أهمها أزمة المعرفة الدينية، والملكية والمجتمع في المغرب، وإسلام الأكراد، ومن المتوسط المسيّس إلى المتوسط المعقلن، وأخيرا صدر له كتاب كتبت عنه عشرات المقالات هو كتاب ” الموت بين البيروقراطية والمصلحة السياسية: جائحة كوفيد-19″.
في سؤالنا له حول إمكانية ترؤسه للبرلمان القادم أجاب ” فليكن الأفضل والأقدر رئيسا للبرلمان، وأنا أفكر في تونس قبل أية مسؤولية: أي ماذا يمكن أن أقدم إلى تونس وليس ما يمكن أن تقدمه إليّ المسؤولية…أنا جندي من جنود تونس، والجندي هو القائد الأول لأنه في خط المواجهة”.