وتونس في حداد/ الورتاني والخويلي ثنائي التفاهة وقلة الحياء
تلفزيون:
شهدت تونس خلال الأيام الأخيرة عددا من الأحداث الهامة والتي يعتبر بعضها مصيريا لأغلب التونسيين لما لها من تأثير سياسي وإقتصادي على البلاد
تونس الآن
شهدت تونس خلال الأيام الأخيرة عددا من الأحداث الهامة والتي يعتبر بعضها مصيريا لأغلب التونسيين لما لها من تأثير سياسي وإقتصادي على البلاد، بل وحتى في المجال الرياضي تعدّدت الأحداث.
كل تلك المستجدات كانت تتطلّب عناية إعلامية خاصة ليقف التونسيون على حقيقة الوضع الذي تمرّ به البلاد، ولكن يبدو أن بعض المنابر الاعلامية ترى غير ذلك ووجدت من المواضيع ما هو أهم وأشد وطئة على معيشة المواطنين.
ومن أمثلة هذه المواضيع، استضافة الاعلامي بقناة التاسعة نوفل الورتاني في آخر حلقات برنامجه، لإحدى القامات الفارعة ليس في الاقتصاد ولا في السياسة والأدب وليس حتى في الرياضة بل في إثارة الجدل العقيم في أروقة الإنستاغرام ووسائل التواصل الاجتماعي لتتحف الجمهور بحلول لحال البلاد والعباد من خلال حكاية طلاقها من زوجها الثري السعودي وإرتدادات الحدث على قفة المواطن.
مثل هذه البرامج لم تعد قط مخدّرا للعقول، فللمخدّر فعله وتأثيره ولكنها صارت تتسابق إلى التفاهة ولإعدام الذوق لدى جمهورها، فقط من أجل بث صورة أقل ما توصف به التفاهة، فأي فائدة قد يجنيها المتابع المثقل بالمشاكل والتساؤلات من مثل هذه الضيفة ومن حديثها الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟
اللافت أن الورتاني وبرنامجه أتاحا للضيفة مجالا كبيرا للحديث حوالي 20 دقيقة صمّت فيها آذان التونسيين بالحديث عن الهدايا الثمينة التي كان يغدق بها عليها زوجها الثري مثل سيارة من نوع 6X قالت إنها تركتها في السعودية، وخاتم ثمين يتجاوز سعره 120 ألف دينار وحديث آخر حول الطلاق وملابساته… وطوال العشرين دقيقة من التفاهة المذكورة كان السؤال المطروح: ما شأننا نحن وكل هذا؟
يشار هنا إلى أن الرصيد الذي جعل من الخويلي معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي كان أغلبه مرتبطا بعلاقتها بزوجها ولا شيء غير ذلك قد يجعل من المحتوى الذي تعرضه على صفحاتها ذا أهمية.
لو كان الضيف أحد أولياء شهداء تونس الذين فقدناهم في جريمة جربة، هل كان سيمنح كل هذا الوقت؟ هل كان البرنامج ليوليه كل هذا الإهتمام؟ لعلّ الورتاني والقائمين على إعداد برنامجه قد نسيوا أن تونس في حداد على أبنائها الذين أستشهدوا في دربة قبل أيام قليلة.
ثم ما هي الرسالة الإعلامية التي قد يتم تحصيلها وتبليغها من مثل هذه “المجاري”؟ هي سقطة يتحمل مسؤوليتها الإعلامي أساسا وما الانستغراموز إلا شريكة وجدت لنفسها منبرا وما كانت لترفضه.. ونحن كمشاهدين كنا شركاء بدورنا لأننا سمحنا لمثل هذه البرامج أن تنجح وتحقق أعلى نسب المشاهدة.