مثّل مشروع البحث عن تحديد موقع معركة زامة بين روما وقرطاج، محور جلسة عمل أشرفت عليها وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي مساء أمس بحضور عدد من إطارات الوزارة.
ودعت الوزيرة خلال هذه الجلسة إلى تكوين فريق عمل موسّع يضم جميع الهياكل المتداخلة من وزارة الشؤون الثقافية ومختلف الوزارات المعنية وعناصر من المجتمع المدني لاستكمال هذا المشروع مع التنصيص على ضرورة ضبط رزنامة عمل لتنفيذه، وفق بلاغ صادر عن الوزارة.
وتم خلال الجلسة، استعراض نتائج المرحلة الأولى من هذا المشروع والمتمثلة أساسا في إجراء أعمال ميدانية لتحديد موقع معركة زامة الجغرافي باعتماد التكنولوجيات الحديثة في عملية المسح حيث تم إلى حد الآن مسح 52 كلم مربع من جملة حوالي 600 كلم مربع.
وقد أكدت الوزيرة على أهمية هذا المشروع ودوره في التعريف بالإرث الثقافي الوطني ورموزه، وتثمين تاريخ مواقع ومعالم جهة زامة من ولاية سليانة.
وبينت أن تحديد موقع معركة زامة من أنه أن يساهم في انتعاش السياحة الثقافية بالجهة من خلال توظيف هذا الموقع وكل المعالم التاريخية بالجهة في المسالك السياحية واستقطاب آلاف الزوار والسياح فضلا عن التشجيع على الاستثمار في القطاع.
وللتذكير فإن هذه المعركة التاريخية دارت سنة 202 قبل الميلاد بجهة زامة بين الجيش القرطاجي الذي يقوده حنبعل والجيش الروماني بقيادة سيبيون الإفريقي، وقد مثلت منعرجا حاسما لا فقط في تاريخ قرطاج بل أيضا في تاريخ الإنسانية، حيث تمكنت على إثرها روما من فرض سيطرتها العسكرية والاقتصادية على المتوسط دون أن يحد ذلك من قوة قرطاج ودورها التجاري الذي انتعش بفضل السياسة التي اتبعها القائد حنبعل.