وطنية: أشرف وزير الداخلية كمال الفقي وزير الدفاع عماد مميش، اليوم الخميس 7 مارس 2024 ، على إحياء الذكرى الثامنة لملحمة 7 مارس ببنقردان.
أشرف وزير الداخلية كمال الفقي وزير الدفاع عماد مميش، اليوم الخميس 7 مارس 2024 ، على إحياء الذكرى الثامنة لملحمة 7 مارس ببنقردان.
ونشرت وزارة الداخلية الكلمة التي القاها الوزير بالمناسبة وجاء فيها :
“إنني أقفُ بينكُم اليوم وسط هذا الجمع الكريم من العائلة الأمنيّة والعسكريّة وأهالينا في هذه المدينة الأبيّة بكُلّ خُشُوعٍ وإكبار لأُحيي معكُم الذّكرى الثامنة لملحمة بن قردان، هذه الذّكرى التي ستظلّ راسخة في أذهان كُلّ التّونسيّين والتّونسيّات، 07 مارس 2016 يوم تاريخي في بلادنا برهنت فيه القوّات المسلّحة بمُختلف أسلاكها مُلتحمة بالمواطنين العُزل يقظتها وجاهزيّتها وحرفيّتها في التصدّي لمثل هذه الأعمال الغادرة وانكسرت “داعـش” ومُشتقاتها على أرض بن قردان الأبيّة، وما تمّ تحقيقهُ من إنتصار لقوّاتنا الأمنيّة والعسكريّة كان تضامُنا مع المواطنين المدنيّين العُزل على الإرهاب والاعتراف المتواصل للشّهداء الأبرار الذين سقوا بدمائهم هذهِ الأرض وللمُصابين الذين أرجُو لهُم بهذه المناسبة الشّفاء العاجل، ولا ننسى بذلك تِلك العِبارات التي نُحٍتت بأفواه المواطنين “وطني قبل بطني وبلادي قبل أولادي” وعبرت أرجاء العالم.
إنّ في تخليد هذِهِ الذّكرى المجيدة لعِبرة لكُلّ من تُسوّل لهُ نفسهُ الإعتداء على كُلّ شبرٍ من تُراب هذا الوطن وعلى سيادتهِ وإستقرارهِ وأمنهِ ووحدة أراضيه، وهُو كذلك لسعيٌ مُتواصل إلى ترسيخ قيم التّضحية والتّضامن والشعور بالانتماء إلى الرّاية الوطنيّة لدى أبنائنا وبناتنا الذين لن يدّخرُوا جُهدا في الدّفاع عن بلادِهِم وهي مسِيرةٌ مُتجذرة في مُواطنيها عبر التّاريخ ومُنذُ القِدم، ولا يفُوتُني أن أذكّر بالملاحم التي خاضها المقاومُون المسلحُون في تُونس في الشّمال والجنُوب والشّرق والغرب ضدّ الاستعمار الفرنسي التي لا تزالُ حاضرةً في أذهان الكثير من التّونسيّين إلى اليوم، حيثُ تجنّدت كُلّ مُكوّنات المجتمع التّونسي لمقاومة المستعمر ومُحاولة دحرِهِ من البلاد بكُلّ ما أمكنهُم لتخليص البلاد من أسوأ مظلمة مرّت بها، حيثُ ارتكب عديد المجازر والمذابح وخلّف الكثير من الدّمار وأنهك الاقتصاد ونهب الثروات، وتوالت صولات وجولات التّونسيّين عدّة سنوات روت من خِلالها دماءُ الشّهداء الزّكيّة أرض هذه البلاد ومُسطّرةً عدّة بطُولات مهّدت الطريق بشكلٍ كبير لنيل البلاد استقلالها بعد ذلك .
كما أنّ هذِهِ الجهة في حاجةٍ مُتواصلة إلى دعم المشاريع التنمويّة والاقتصاديّة والتربويّة والصحيّة والثقافيّة في إطار حُكُومةٍ تسعى إلى تحقيق تِلك الأهداف بخُطىً ثابتة عبر التشجيع على الإستثمار بمدينة بن قردان والنهُوض بِها في مُختلفِ المجالات.
ولا يفُوتُني بمُناسبة إحياء هذه الذّكرى أن نُؤكّد حِرصنا على الإعتراف المتواصل بشُهدائنا الأبرار والمصابين وتقديم الرّعاية الشاملة لأولِي الحقّ منهُم وتمكينهِم من إستحقاقاتِهم وِفق ما تقتضِيهِ النّصُوص والتراتيب الجارِي بها العمل”.