تونس الان :
في انتخابات 2014 ، ولأول مرة في تاريخ المنطقة العربية حلّت الجبهة الشعبية، ائتلاف لمجموعة أحزاب يسارية، بالمرتبة الرابعة لتدخل بذلك لأول مرة في تاريخ اليسار التونسي الى البرلمان.
ضمت الجبهة في صفوفها آنذاك 14 نائبا ، وكانت فاعلة في البرلمان بمعارضتها البناءة وتماسكها لكن ذلك التماسك لم بدم طويلا، ونتيجة لصراعات مختلفة داخل ائتلاف الجبهة ، طغت عليها الزعاماتية وتضخم الذوات ليتشتت هذا الائتلاف على امتداد الدورة النيابية 2014-2019 ولم يبق من المقاعد إلّا مقعد يتيم عقب الانتخابات التشريعية سنة 2019، نٌسف هو الآخر مع جملة المكونات السياسية في 25 جويلية 2021 والمقعد للنائب منجي الرحوي الذي لئن فقد عضويته في البرلمان المحل الا انه كان من انصار 25 جويلية .
قدر اليسار الا يجتمع …هذه المعقولة عرفت كثيرا عن اليسار في تونس ، وهي الأقرب الى الواقع ان لم نقل هي الواقع وما حصل داخل حزب الوطنيين الديمقراطييين “الوطد الموحد” خير دليل على ذلك.
انقسم الوطد الى وطدين ، شق يقوده المنجي الرحوي المناصر ل25 جويلية وشق يقوده زياد لخضر الرافض ل25 جويلية .
وأسفر مؤتمر حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (وطد)، المنعقد يومي 30 أفريل إلى 1 ماي الحالي بقيادة المجموعة الداعمة لمسار 25 جويلية، عن انتخاب المنجي الرّحوي أمينا عامّا للحزب.
وانتخب المؤتمر مكتب سياسي يضم 23 عضوا ولجنة مركزية متكونة من 101عضو برئاسة رياض الفاهم، الذي انتخب كذلك نائبا لأمين عام الحزب.
وكان المكتب السياسي للحزب ( شق زياد لخضر الان) قرر يوم 5 جوان 2022 فصل الرحوي من الحزب وسحب عضويته نهائيا على خلفية مشاركته في لجنة كان أحدثها رئيس الجمهورية قيس سعيد لإعداد دستور جديد، بعد أن قام بما وصفه بـ”مسار تصحيحي” حل بموجبه البرلمان وأقال الحكومة وألغى العمل بدستور 2014.
وبسبب هذا التباين في المواقف، قررت مجموعة من أعضاء حزب “الوطد” بقيادة المنجي الرّحوي تأسيس هيئة تسييرية للحزب، وحافظ كلا الجانبين على تسمية الحزب نفسها، ورفضا التوجه للقضاء لحسم الخلاف بينهما.
في المقابل نظم “الوطد” شق زياد لخضر أيضا مؤتمر تنظيم مؤتمرين في نفس الفترة، مؤتمر افرز عن انتخاب زياد لخضر مرة أخرى امينا عاما للحزب وثريا كريشان، رئيسة للجنة المركزية لهذا الحزب
كما أعلن الوطد عن انتهائه من انتخاب اللجنة المركزية، بالإضافة إلى انتخاب مكتب سياسي جديد للحزب ضمّ كلا من :
أمال الرداوي
سامية محفوظ
غسان وسلاتي
مصطفى الجويلي
بيرم العيفة
محرز المناعي
أيمن علوي
زياد الأخضر
يذكر أن حزب الوطنيين الديمقراطيين ” الوطد” كان قد أسسه الشهيد شكري بلعيد سنة 2011.
