تونس الآن
أكاد أنطق “من جنابي” يا ناس… رجال ونساء… حفاة عراة ولابسين… يتدافعون حول برويطة أو نصبة أملا في العودة إلى البيت بقفّة… أو لنقل “ساشي” مليء بالخضر و”فرّوج دجاج” لأنّ الثلاجة لم تعد محشية كما ينبغي… يلعن بوها ها الشكشوكة !
يتراصّون ويتدافعون ويدفعون للبائع بكلّ كرم مقابل احتياجات كانوا دوما يعتبرونها أساسية لإعداد وجبة الغداء يتبعها العشاء. ألم يأتهم حديث برغوث اسمه كورونا يمكن أن يتسلّل من هذا إلى ذاك؟ ألا تصلح التلفزة عندهم إلا لمتابعة “سي علاء” وخصومات البلاتوهات والمسلسلات التركية؟ وزير الصحة يكاد ينفلت إليهم من وراء الكاميرا… نصاف بن علية تملكتها نوبة عصبية وهي توعيهم بضرورة الارتعاب من كورونا، والمادامات المحترمات يتزاحمن حول بائع المعدنوس والكلافس، وأبناء تونس الفضلاء يتبارزون بالمناكب لاصطياد خبزة أو قرطاس فارينة.
يلعن بوها الشكشوكة… !
ما لنا لا ندرك أنّ ما نلامسه هي أنياب الذئب الذي يبتلعنا الواحد تلو الآخر. هذا المشهد يذكرني بما يحدث لقطعان الحمير الوحشية وحيوانات النوّ حين تحاول عبور النهر في محمية سيرانغيتي بكينيا… ترى الآلاف منها تتدافع عبر منفذ صغير تترصّده التماسيح الجوعى. الغريب في الأمر أنّ الغريزة الحيوانية تسيطر على القطعان وتدفع الثمن غاليا. وحين يعبر الناجون النهر لا يلتفت منهم إلى من دفع ثمن العبور…
يلعن بو الشكشوكة منين جات… !
لا تدعوا غريزة طبخ غداء شهيّ تسيطر عليكم… اطبخوا الشكشوكة بأوراق “الكلاتوس” إن لزم الأمر… ولا تعطوا للذئب فرصة ليغرس أنيابه فيكم وفينا.
ناصح