تونس الآن قامت الدنيا ولم تقعد بعد ان تردد ان […]
تونس الآن
قامت الدنيا ولم تقعد بعد ان تردد ان يوسف الشاهد التونسي سيصبح “أستاذا محاضرا” بجامعة هارفارد الشهيرة..
واحقاقا للحق فإن طريقة صياغة الخبر وترويجه تدلّ على احد امرين اثنين إما أن إعلامنا لم يستوعب الدرس أو أن أصابع أخطبوط الشاهد الذي صنعه زمن حكمه لا تزال تحرّك خيوط اللعبة.
فالخطة الممنوحة ليوسف الشاهد وصفها الأستاذ الياس الجويني القامة العلمية العالمية وأحد أكبر أساتذة العلوم الاقتصادية في فرنسا بأنها “الشكل الأوضع للشراكة”.. وهي خطة لا يمنح فيها الحاصل عليها راتبا بل فقط صفة أستاذ متابع يمكنه المشاركة في الملتقيات وتقديم بعض المحاضرات.. وهي نفس الخطة الذي شغلها الدكتور محمد المنصف المرزوقي في سنة 2017 ودعي لها هذا الموسم ضمن احدى مؤسسات هارفارد والتي تدعى مركز هاتش للحوكمة الديموقراطية والتطوير..
وقد كتب المرزوقي على صفحته الخاصة منذ 5 أيام تدوينة جاء فيها أنه “بدعوة من مركز آش للحوكمة الديمقراطية بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية، سيقوم الدكتور المرزوقي بمهمة تدريس عن مشاكل التحول الديمقراطي في العالم العربي وذلك من 15 أغسطس إلى 15 ديسمبر 2022 وقد سبق للدكتور المرزوقي المحاضرة في هذه الجامعة العريقة سنة 2017 “.
والحقيقة أن الشاهد الذي جاءته السلطة على طبق من ذهب ليتحوّل، وبسرعة البرق، من مجرد دكتور في الإنتاج الفلاحي متعاقد مع السفارة الامريكية بتونس الى رئيس حكومة بل حكومات دون عناء يذكر، ثم ساعدته الطبيعة بأن ملأت له السدود في عزّ الصيف في الوقت الذي كان فيه ماء الشرب يقسّط في موسم انتخابات 2019..هكذا جاءته السلطة لكنه وللأسف لم يحسن استغلالها.
فالشاب الأربعيني الذي أطلقوا عليه صفة “الغولدن بوي” أغوته السلطة بعد أن منحته الجاه واليد الطولى فأساء استخدامها لأنه ولسبب بسيط لم يكن يفكّر في مشروع للوطن بل كان يفكّر في مشروع لنفسه يبقيه رئيسا لمدة عشر سنوات يخلفه اثرها عضده سليم العزابي عشرا أُخر… والنتيجة كما تعلمونها من 109 الى 14 مقعدا في مجلس النواب تفتت بدورها شيئا فشيئا الى أن تلاشت وتلاشى معها حزب تحيا تونس الذي لم تعد له قيادة ولم يعد يعقد اجتماعات.
فالشاهد، ورغم أنه كان الأطول إقامة في القصبة، فإن التاريخ يحفظ له ممارسته السياسة على طريقة تجار المنصف باي الذين بنوا مجدهم بالتهرب والتهريب والغش وفق نظرية شاشية هذا على راس الاخر.. هكذا مارس الشاهد السياسة طيلة ادارته شأن الوطن فجمّل أرقام الميزانية محوّلا العجز من الدولة الى مؤسساتها التي نحصد نتائجها اليوم نقصا في التزود بالمواد الأساسية وضرب اعدائه بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وعلى مرأى ومسمع من الجميع بعد أن كان بعض مقربيه يضعون مكالماته الهاتفية في وضع مكبر الصوت في الجلسات الحميمية والخاصة كي ينصت الحاضرات والحاضرون لفحواها ويعلمون خططه و”تكمبيصاته”..
اليوم يوسف الشاهد سيكون أستاذا متابعا بدعوة من مركز آش للحوكمة الديمقراطية بجامعة هارفارد لنقل تجربته في الحوكمة الديموقراطية والسؤال المطروح عن أي تجربة سيتحدث؟؟ أعن تجربة “ديموقراطية طريقة السوق المنصف بائية” التي تتحوّل فيها الممارسة الديموقراطية الى تجارة سوق سوداء وتبييض وتهرب وتهريب وتتحوّل الوعود الى صكوك دون رصيد وتكون قاعدة الانجاز نظرية شاشية هذا على رأس الاخر..
بالمناسبة سي يوسف هل صحيح أنك تراجعت عن التنازل عن الجنسية الفرنسية الذي أعلنت عنه زمن ترشحك للرئاسة؟
حافظ الغريبي