أزعم ،، أنه من اعظم النكبات التي حلّت بالعرب بعد […]
أزعم ،، أنه من اعظم النكبات التي حلّت بالعرب بعد الفتنة الكبرى.. والمهازل المدمرة هي ربيعهم المزعوم .
فبعد عشر سنوات من انهيار مؤسسات الدولة بمختلف عناوينها..
نجد فئة لا باس بها من التونسيين
صارت تتحسر على نظامي الزعيم “الحبيب بورقيبة ” والجنرال ” بن علي” – يرحمهما الله -.. بل يجزمون رغم تسبب نظام الاخير الذي هيّا لهذا الخراب الكبير الذي تعيشه بلادنا اليوم ، باعتباره اوغل في الظلم والقهر والابتزاز وتحول في السنوات الاخيرة ( اي حكم بن علي) الى آلة نهب وقمع ومسخرة مشابهة لما عشناها في سنوات حكم بورقيبة الاخيرة .
قلت ..بالرغم من كل ما حصل ، فان لفيفا هائلا من التونسيين .. يؤكدون في السر والعلانية انهم لا يتشرفون بل يخجلون من الانتماء الي نظام اليوم ..
اذ لم يكن من باب الاحتمال ان يعمل نظام بن علي او بورقيبة علي تخريب تونس وضرب الاجهزة الرسمية وتخريب الامن والجيش والمؤسسات المالية وتكريس التضخم والعجز التجاري واحداث الانخرام والارتجالية في العلاقات الخارجية والاستهتار بكل المناصب العامة واستباحتها
ولم يكن من المقبول ايضا في – عهدهما – ان تتحرك السفارات الاجنبية في تونس بهاته الصيغ وهاته الوقاحة والتحقير في مجال الشان التونسي وتنتهك كل الاعراف وتتحكم في الاحزاب الحاكمه مثل بيادق الشطرنج ودمى العرائس باسم الشعب .
انه نظام بشع لم يسبق له مثيل وانها مرحلة قاحلة قاتمة وموجعة حقا وغير مسبوقة في تاريخ تونس. والغريب في الامر ان الجميع يتفرج على الحريق بما في ذلك معظم القوى السياسية وغيرها من تنظيمات المجتمع المدني … فلا دواء.. ولا حقن .. بل لا غذاء يكفينا مدة شهر..اذ البارحة فقط ، اطلقت تونس مناقصة لشراء الاف الاطنان من القمح اللين من الاسواق العالمية.. ونحن نبيع كل عامنا محصولنا والاف الاطنان من القمح الصلب الذي لا مثيل له ولا جودة تضاهيه في العالم ، نبيعه بابخس الاثمان ، بعد ان اهملنا ثلثه لأمطار الخريف والرياح السائبة .. وبعد ان طلع علينا – أحد المسؤولين مؤخرا – معلنا في استهزاء ان جائحة جوع الحَمام اغارت وسرقت اطنانا من القمح…
لم يبق يا سادتي من مكاسب الاستقلال والتنمية ما نفاخر به ، بعد ان داسوا ورفسوا كل اخضر ومثمر.. هؤلاء الحكام الذين اتوا الينا بلا قيم ولا اخلاق ولا كفاءة .. من يعرف قصة نيرون مع روما يفهم قصتهم مع تونس .. الفقر والجهل والمرض والتهميش والبطالة وغلاء المعيشة والموت والخراب في كل المجالات..والجهات.. والبلاء يزيد ويتضاعف مع اطلالة كل نهار جديد . ولا حلول في الافق .. ونحن مقبلون علي ايام زرقاء ان لم نُرْزق بعزيز .. ولا اثر ل ” بُروتس” من أجل حب روما ..
ملخص المأساة كما تقول الحكمة :
– اذا أردت ان تُخَرِّبَ بلدا.. اطلق الحمير…!
فلا حول ولا قوة الا بالله..!!