..اعتقد اني لست الوحيد في بَرّ تونس ، الذي يضحك […]
..اعتقد اني لست الوحيد في بَرّ تونس ، الذي يضحك بمرارة كلما سمع او رأى ذاك الطفل المتوحد – عافاكم الله- وهو يحكي في السياسة ويُنظّر للمشهد السياسي التونسي حاضرا ومسنقبلا..
ومن أخر شطحات – (اي الصبي ” مخلوف”)-
تقدمه بلائحة او نائحة الى جناب ما يسمى بالبرلمان التونسي ضمّنها طلبا يقضي : بان تعتذر فرنسا للتوانسة عن حقبة استعمارها لبلادنا وما نهبته من خيرات وثروات ، وما اقترفته من جرائم قتل وتعذيب وسجن ونفي في حق رجالاتها المناضلين الأبرار…
المسالة كما تبدو للجميع نبيلة ومقدسة..وكل التونسيين على اختلاف مشاربهم من الكبير الى الذي يحبو على بطنه..ينتظرون بحرقة مثل هذه اللحظة التاريخية التي بالتاكيد سوف تعيد الى النفوس والقلوب وحتى الى تراب هذه الجغرافيا من الشمال الى الجنوب ،، نخوتنا وكرامتنا وعطر دماء المناضلين الزكية التي سالت في الاحراش والجبال والوديان وفي كل بقعة من ارضنا في سبيل حريتنا واستقلالنا بلا حساب ، ودون ان يطالب ورثتهم بالجزاء او تعويضات.. بل ماتوا وهم يمضغون تراب اقدامهم عشقا لتونس الجميلة.
قلت.. المسالة او القضية التي استحضرَها هذا الطفل الاعجوبة حقا في الساحة السياسية التونسية..ظاهرها مسك..غير ان باطنها زفت الزفت ، واستبلاه الراي العام التونسي..بل اصراره على مواصلة الضحك على طيبتهم واستدراجهم وتلهيتهم عن مشاغلهم الاصلية وهواجسهم ومشاكلهم المستعصية وتطلعاتهم وهمومهم اليومية المتسارعة المتلاحقة من : فقر وبطالة ويأس ومرض وتهميش وكل المصائب التي تزيد جراحها واوجاعها..يوما اثر يوم.. ومنذ نكبة تونس بمثل هؤلاء الموالي والبرامكة الجدد.
لماذا لا يستحي هذا الطفل يا سادتي..؟
اليس من الاجدر ان يثير ، ويَلْهج ، ويسعى بالليل والنهار الى استحضار مثل هذه الملفات التي فاحت روائحها الكريهة والتي تتكدس في رفوف النسيان الى جانب العنكبوت..خاصة وانه بات من الذين يساهمون في حياكة القرار..ثم تاتي بعد ذلك خالتنا فرنسا..التي يسافر اليها من وراء اعيننا وظهورنا ، والى جزر النبلاء واللصوص شرقا وغربا للاستجمام واللهو مرارا كل سنة .. والله وحده أعلم ماذا يملك هناك من مال وعقارات وجواري..وأشياء بيضاء اخرى خبّأها لايامه السوداء..!!
بل الغريب العجيب ، ان هذا الصبي يملك رهطا من الكلاب ذات الفصيلة الراقية ان لم نقل النادرة..واجزمُ انه يصرف على الكلب الواحد مائة دينار يوميا على الأقل.. اضافة الى مصاريف علاجهم وتكاليف التلقيح وتزواجهم ورفاهيتهم..ورعايتهم.. بل احلف انه يحبهم ويعزهم ويكرمهم ويحترمهم اكثر من اولئك الحمقى الفقراء الذين انتخبوه ، واعظم من بقية قطيع الشعب التونسي المقهور المستضعف..
ومع كل هذا العهر.. لا يزال يمارس بحقه كل انواع الكذب والدجل والخديعة والبهتان..
اني ادعوك ..بحق تراب هذا الوطن المقدس وبحق حليب امهاته واحلام هذا الجيل الذي اضعتموه ولا خيمة اخرى تاويه..ان تستحضر ضميرك ولو لساعة..وتعلنها بكل شجاعة وصراحة..وتنادي :
ايها الشعب التونسي.. نحن اصحاب الوجوه الزرق والمغّرر بهم.. نحن ..مَنْ يعتذر للشعب التونسي قبل فرنسا..طيلة التسع سنوات المنصرمة..والتي لم تتركوا في قلوبنا خلالها غير الاوجاع..والاحقاد..وكثبان الرمل..
ثم ماذا يا بني..؟؟
فهذا ابو نواس يقول بعد حسبي الله ونعم الوكيل في رهطكم :
– بما أهجوك لا أدري
لساني فيك .. لا يجري..؟؟!
.