في ظل الوبائي الصعب الذي تمر به بلادنا ،مازال […]
في ظل الوبائي الصعب الذي تمر به بلادنا ،مازال العديد غير مستوعب لخطورة ما يحدث والأكثر من ذلك غير مكترث بما يمكن أن ينجر عن اللامبالاة والاستهتار…
ما حدث يوم أمس أمام مقر مركب النادي الافريقي في العاصمة دليل واضح على أن درجة الوعي مازلت غائبة لدى شق هام من التونسيين .. .
جماهير الافريقي تجمعت يوم أمس أمام مركب النادي الافريقي منذ الصباح الباكر وبأعداد يمكن القول انها ناهزت الآلاف من أجل اقتناء الأقمصة الجديدة للنادي في حركة ولئن هلل لها البعض و طبل لها البعض الآخر معتبرا انها تدل على الوفاء لفريق باب الجديد و التضحية من أجله حتى في الأوقات الصعبة،فإنها تمثل في حقيقة الأمر الضوء الاحمر والمؤشر الخطير الذي يؤكد حجم المعاناة المضاعفة التي نعيشها ،ففي الوقت الذي تعجز فيه مستشفياتنا على استيعاب مرضى و ضحايا كوفيد19وفي الوقت الذي نعاني فيه أزمة صحية شائكة تستوجب منا الحرص و الحذر وتوخي الطرق الوقائية، نجد مواطنا تونسيا يقف في طوابير مألفة ودون أي ضامن… دون مراعاة لأدنى ضوابط البرتوكول الصحي وكل لها ليس من أجل اقتناء خبز او قوارير غاز او شأن عاجل بل من أجل دفع 75دينار لاقتناء قميص ناديه.
*غاب الوعي في القاعدة والقمة:
ما حصل امام مقر مركب النادي الافريقي يطرح في حقيقة الأمر استفهامات عديدة حول الطرف الذي يمكن أن نحمله المسؤولية في هذه الوضعية…فألم يكن حريا بهيئة النادي الافريقي ان تسعى إلى مؤازرة المجهود الوطني في مواجهة الوباء و تقوم بتسويق أقمصة النادي بطريقة اخرى عبر الانترنيت وتمكين الأحباء من اقتناء الأقمصة بطريقة تضمن ابسط مقومات السلامة؟
ما حصل يحيلنا في حقيقة الأمر على صفحات الفزع التي يطلقها الأطباء والذين منهم من وصل به الأمر إلى حد اليأس ،فتدوينة الدكتور سمير المؤمن الأخيرة كشفت مؤشرا خطيرا وهو ان الوباء اللعين لم يعد حكرا على فئة سنية محددة بل ان يده امتدت فعلا الى شريحة الشباب التي مازال منها من هو غير واع بخطورة الوضع ومازال مصرا على تغليب نزواته على صحته وعلى المصلحة العامة… الدكتور عبد المؤمن أورد في نفس السياق تدوينة ارفقها بصورة لتجمع أحباء الافريقي معلقا:”اخدم يا ناعس على سعدك الناعس…هاذي حالتي تو… نعبي في الماء في سطل منقوب”.