تونس الآن
كشفت وزارة العدل في بلاغ صادر عنها مساء اليوم الجمعة عن قائمة الناجحين نهائيا حسب الترتيب التفاضلي في مناظرة الملحقين القضائيين لدى المعهد الأعلى للقضاء دورة مارس 2022.
وضمت قائمة الناجحين 150 إسما من بينهم 109 فتيات و41 ذكرا فقط.
اللافت في هذه الامر أن الظاهرة صارت متكرّرة تقريبا في أغلب الاختصاصات بدءا من مناظرات التعليم الأساسي والثانوي وصولا إلى مناظرات أعلى المناصب الادارية والعلمية.
هذه النسب المرتفعة للإناث في قائمات الناجحين لا نجد لها ما يماثلها في السياسة، من ذلك تدني نسبة مشاركة المرأة في الشأن العام وآخرها انتخابات مجلس نواب الشعب التي لم يتجاوز عدد المترشّحات إليها 127 مترشحة من بين 1055 مترشحا عموما.
كما تطور عدد الاناث المتخرجات من الجامعة التونسية بطريقة متواترة طيلة العشرين سنة الفارطة، فقد كانت نسبة الاناث المتخرجات 49% من مجموع المتخرجين من الجامعة في 2001، ليصل لنسبة 71% في 2020.
كذلك بالنسبة للحكومة التي تضمّ إلى جانب رئيستها نجلاء بودن 9 وزيرات من بين 25 حقيبة وزارية. هذه النسب أيضا تدق ناقوس الخطر، حيث تثبت نفور الشباب خاصة الذكور الدراسة والتعلّم نظرا لحالة الاحباط العامة التي يعيشونها بإعتبار أن أفق التشغيل يبدو مغلقا وكذلك إرتفاع تكاليف المعيشة في تونس ما جعل قدرا كبيرا منهم ينقطع عن الدراسة ويختار طريق “الحرقة” أو الهجرة بل وحتى الجريمة.
هذه الأرقام تدعو إلى مراجعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية للدولة من أجل وقف النزيف ورسم أفق آخر أمام الشباب يتيح الاستفادة من طاقاتهم ويتيح لهم حياة أفضل في تونس.
حمزة حسناوي