تونس الآن هل هي الصدفة وحدها التي شاءت أن تنشر […]
تونس الآن
هل هي الصدفة وحدها التي شاءت أن تنشر وكالة الأناضول الرسمية التركية حديث راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، والخريجي الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب، قبل 24 ساعة من عقد المجلس جلسة عامة سواء كانت للمساءلة أو استيضاحه بخصوص “علاقاته” بحكومة فائز السراج؟
حتى ولئن كان يحق للغنوشي الإدلاء بأحاديث صحفية لوسائل إعلام أجنبية لكن يمكن أن يلام على لجوئه إلى وكالة الأنباء التركية الرسمية للحديث عن مسائل تخص الأوضاع السياسية في تونس والعلاقة بين مؤسسات الدولة السيادية خصوصا في ضوء التجاذبات الحالية وارتفاع أصوات منادية بحل مجلس النواب والإعلان عن اعتصام للرحيل بالقصبة الذي يذكرنا باعتصام كان وراء “استسلام” حكومة حمادي الجبالي في 2013.
ربما كان من الأفضل أن يجعل الغنوشي اليوم السابق لجلسة المساءلة “يوما للصمت” حتى لا يزيد من إثارة الأصوات المعارضة لتدخله في صلاحيات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وتحديدا الموقف من الوضع في ليبيا.
وبما أنه ارتأى الاستقواء بوكالة الأنباء التركية الرسمية فإنه سيفتح أمام وسائل الإعلام التونسية بما فيها الرسمية المجال للرئيس التركي اردوغان لكي يتحدث عن الصوبات التي يواجهها حزبه الحاكم بفعل الانسلاخات
وابتعاد وجوه تاريخية عنه ولكن لا يبدو أن اردوغان نفسه يفكر في الوجهة الإعلامية التونسية إذ انتفت حاجته بعد استباقه جائحة كورونا لتكميم الأفواه في تركيا، نجاحه في خنق أصوات الإعلام المعارض في تركيا.
وبقطع النظر عن فحوى حديث الغنوشي في مجمله ووجهة نظره من مختلف المسائل الداخلية التونسية لا يمكن إلا التوقف عند جزئية في الحديث وهي المتعلقة
يـ “الحياد السلبي” حيث قال حرفيا “أمام ما يجري في ليبيا، لا يمكن لدول الجوار أن تعيش اللامبالاة، فإذا كان هناك حريقٌ لدى جارك لا يمكنك أن تكون محايدا فالواجب والضرورة يقتضيان أن تساهم في إطفاء الحريق”، وبالتالي يكون الغنوشي قد شارك في إطفاء النيران بينما أردوغان “ينفخ” في الموقد الليبي بقوات نظامية وبقايا “داعش” وعتاد حربي بهدف القضاء على نهائيا على “موقد” غرمائه الخليجيين.
الآن نتفهم الغنوشي في دور رجل المطافي وأهميته خاصة بعد سلسلة الحرائق التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة والتي تم إخمادها بقطع النظر عن أسبابها الإجرامية أو الطبيعية.. خلاصة القول الغنوشي مازال يدلي بالدلو “التركي” في الحريق الليبي!
ن ع