على إثر ما شهده قصر باردو أمس الجمعة من أحداث ومشادات بين عدد من النواب، مما أدى إلى رفع الجلسة العامة، أصدرت رئاسة مجلس نواب الشعب، مساء نفس اليوم، بيانا دعت فيه رؤساء الكتل وكافة النواب إلى “تغليب المصلحة الوطنية على التجاذبات الحزبيّة والدوافع الذاتية”، مؤكدة تعويلها على روح المسؤولية لدى النواب، لا سيما خلال هذا الظرف الدقيق، “من أجل الإيفاء بواجبات المؤسسة النيابية تجاه التونسيين”.
ودعت رئاسة المجلس النواب إلى “نبذ الخلافات والمشادات الكلاميّة، وكلّ مظاهر العنف اللفظي، والتحلّي بضبط النفس وتحكيم العقل والترفّع على مثل هذه السلوكات، والالتزام بالحد الأدنى من الاحترام”، على حد نص البيان.
وكانت الحصة المسائية للجلسة العامة للبرلمان، والمخصصة لمواصلة عرض ومناقشة تقرير لجنة التنمية الجهوية، قد شهدت مشادة كلامية بين النائب سالم لبيض (الكتلة الديمقراطية) وسيف الدين مخلوف (ائتلاف الكرامة)، خاصّة، بسبب منع الأمن الرئاسي دخول حافظ البرهومي (وهو أحد مؤسّسي ائتلاف الكرامة) للمجلس، باعتباره مصنفا ضمن قائمة إجراء المنع من السفر الحدودي S17.
من جهة أخرى، عبرت رئاسة المجلس النيابي عن “أسفها لتفويت فرصة ثمينة لتدارس ملف محوري يهمّ التنمية الجهوية في إطار الحوار بين السلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة، بما من شأنه أن يدفع نحو تحسين أوضاع المواطنين وتقليص الفوارق الجهوية والقضاء على الفقر والبطالة والتهميش”، وفق نص البيان.
ودعا البيان مكتب البرلمان إلى تطارح هذه المسألة في أقرب الأوقات، والإسراع في تحديد موعد لاستئناف هذه الجلسة العامة.
على صعيد آخر، جددت رئاسة مجلس نواب الشعب ثقتها في أجهزة الأمن العمومي والأمن الرئاسي، باعتبارها الأجهزة “المؤتمنة على سلامة مقر مجلس نواب الشعب والنواب”، وحيت في إطاراتها وأعوانها “انضباطهم ومهنيّتهم العالية”. ودعت، في نفس السياق، إلى “النأي بالمؤسسة الأمنيّة عن كلّ التجاذبات”.