تونس الآن
يوم الأربعاء 23 سبتمبر لم يمرّ هكذا بالنسبة لي، فقد مرّ وقت طويل لم أقصد فيه سوق التحاليل، لذلك قرّرت أن أفعلها لأقتني حاجتي منها فهي هوايتي المفضلة كما يعلم الجميع.
دخلت السوق المزدحمة والصاخبة وكأنّني داخل إلى السوق المركزية، واضطررت لتخطّي “النصّابة” الذين يحتلّون المدخل بحثا عن مشتر “بوجادي”، ولم أكن أنا ظالتهم بالطبع.
عادة، تكون الأسعار معلومة في ذروة موسم صيد الفيروسات ولا مجال للمفاجآت بالنسبة لـ”البروفيسيونال”، لكنّي صدمت بواقع لا أدري مردّه وأسبابه. فبمجرّد إلقاء التحيّة، قال الحاج، المعروف لدى الجميع كأمين للسوق إنّ البحر هائج هذه الأيّام، ولم يستطع تأمين الكميّة الكافية للسوق، لذلك فقد خضعت السوق لقانون العرض والطلب: “الكعبة بـ300 دينار… هز وإلا خلّي”.
هل هذا ما نلناه من الثورة؟ المال قليل وهناك خوف كبير من الفقر… ومن يحلم بـ”شبعة” تحاليل مثلي ما عليه إلا أن يلجأ إلى السوق السوداء ويقتني منها حاجته ولو كانت مضروبة مثل سجائر الحمّاص إن كان في البلدان المجاورة ما يكفي من السلعة… لذلك، خيّيرت الانسحاب… لن أصطاد فيروسات هذه الأيّام وسأعود خلال الأسبوع القادم “واللي يعمل ربي مبروك”.