أظهرت دراسة اعدتها منظمة “الارت انترناشونال” حول واقع الخدمات التعليمية […]
أظهرت دراسة اعدتها منظمة “الارت انترناشونال” حول واقع الخدمات التعليمية في المرحلة الثانوية، تفشي ظاهرتي العنف واستهلاك المخدرات في صفوف التلاميذ داخل وخارج المعاهد الثانوية وهي سلوكيات تهدد سلامتهم الجسمية والنفسية.
واظهرت الدراسة، التي شملت ثلاث معاهد ثانوية بكل من دوار هيشر (منوبة) وحي النور (القصرين) وتطاوين الشمالية، ان عددا كبيرا من التلاميذ يتعرضون للعنف داخل المعاهد مشيرة الى ان المصدر الاساسي لهذا العنف هو الادارة والقيمين.
واعتمدت الدراسة تشخيصا مواطنيا للتعليم الثانوي بالمناطق الثلاث، من خلال عينة تتكون من 1200 تلميذ (640 ذكور و 560 ايناث) وتتوزع العينة بالتساوي على المعتمديات الثلاث وتتراوح أعمارهم بين 14 و23 سنة.
وبخصوص استهلاك المخدرات داخل المعهد، فان نسبة كبيرة من التلاميذ يتعاطون المخدرات داخل المعهد في المعتمديات الثلاث، اذ صرح 1ر76 بالمائة من التلاميذ في دوار هيشر و5ر69 بالمائة في حي النور و9ر59 بالمائة في تطاوين انهم قامو باستهلاك المخدات داخل المعهد في حين صرح 5ر95 بالمائة من التلاميذ بدوار هيشر و5ر91 بالمائة بحي النور و1ر78 بالمائة بتطاوين الشمالية انهم قامو باستهلاك المخدرات امام المعهد.
كما كشف التّشخيص، مدى تردّي البنية التحتيّة للمعاهد من ناحية النظافة واهتراء الأبنية وسوء حالة قاعات الدّرس والأبواب والنوافذ والأثاث من مقاعد وطاولات وصبورات وغياب التجهيزات والتقنيات والمصادر التعليمية والمعدّات اللازمة لحسن تسيير الدّروس.
كما أبرزت الدراسة افتقار المعاهد في المعتمديّات الثلاث إلى الأنشطة العلمية والثقافيّة والرياضية والترفيهيّة القادرة على تنمية قدرات التلاميذ وصقل مواهبهم والترفيه عليهم وحمايتهم من بعض السلوكيات الخطرة. كما انها تنحصر في صورة وجودها في بعض نوادي الثقافة، التي نلاحظ عزوف الشباب عن ارتيادها نتيجة غياب التجهيزات الاساسية والبرمجة الجذابة وعدم تنويع الأنشطة فيها.
ولعلّ من أهمّ الأسباب التي تساهم في تفاقمهما هو غياب الدعم والعناية النفسيّة أو الصحيّة داخل المؤسّسات التعليمية. اذ لاحظنا من خلال التّشخيص غيابا كليا لخلايا إنصات متكوّنة من أخصائيين نفسيين واجتماعيين يتمثل دورها في الاستماع للتلميذات والتلاميذ والإحاطة بهم والتواصل مع أوليائهم قصد الوقوف على مصاعبهم ومشاكلهم والعمل على حمايتهم وتوجيهم وإعادة ادماجهم في المحيط المدرسي ضمانا لحقهم في مواصلة التّعليم والحدّ من الانقطاعات ومغادرة مقاعد الدّراسة، إلى جانب حماية المراهقين من المخاطر الصحيّة والانزلاقات السلوكيّة ووقايتهم من تعاطي المخدّرات وممارسة العنف.