في الذكري العاشرة لأحداث الثورة التونسية الموافقة ليوم غد 14 […]
في الذكري العاشرة لأحداث الثورة التونسية الموافقة ليوم غد 14 جانفي دوّن رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي تدوينة كشف من خلالها عن النظام السابق منتقدا من يعتبرونه عهد الأمن والمان.
المرزوقي ”أمسكت صكّا بقيمة 27 مليون دولار كانت قد سرقته ليلى الطرابلسي”
وتذكّر المرزوقي الاموال التي سرقتها عائلة بن علي ومن بينها صك بقيمة 27 مليون دولار قائلا إنه أمسكه بيده بعد أن أرجعه بنك لبناني إلى تونس.
وجاء في نص التدوينة:
“في الذكرى العاشرة لانهيار الدكتاتورية
يحدثونك بحسرة عن الأمن والأمان في عهد الطاغية الذي فرّ بكل مسؤولية وهرب بكل شجاعة.
كان أمنهم وأمانهم هم، وليس أمن وأمان ملايين التونسيين الذين كانوا يعيشون بالخوف من إرهاب الدولة.
حدث ولا تسل عن عذاب عشرات الاف في السجون والمنافي وعمن ماتوا تحت التعذيب.
يحدثونك عن الخمس في المائة نسبة نمو. نعم لكن في جيوب من كانت تذهب هذه الثروة؟
يقولون لك كذبوا على المسكين وزوّروا مشهدا تلفزيونيا …. وصكّ ال 27 مليون دولار من حسابات ليلى الطرابلسي الذي أمسكته بيدي بعد أن أرجعه مصرف لبناني لتونس؟ كان أيضا فبركة من محض خيالي؟ لا، كان قطرة من بحر سرقاتهم.
أجرموا في حق تونس المرة الأولى وهم يجبرون الشعب على الانتفاض نتيجة فسادهم وظلمهم وكذبهم وتزييفهم وسوء إدارتهم لكل مرافق الدولة.
ثم أجرموا في حق تونس مرة ثانية وهم يجنّدون مالهم الفاسد وإعلامهم الفاسد وأحزابهم الفاسدة لعرقلة كل استقرار واستثمار ينقذ شعبنا من مزيد من الخصاصة والحرمان.
ها هم يتشمتون اليوم في وضع هم من صنعوه وما زالوا مصرين على تعفينه.
هم يستعدون للجريمة الثالثة.
بالديمقراطية التي حاربوها دوما، شعارهم كل الغلة وسبّ الملة، يخططون للاستيلاء على السلطة وإعادة الحكم الفردي وسيطرة الأجهزة والانتقام ممن عرضوا عليهم حبا في الوطن العدالة الانتقالية ومصالحة وطنية غير مغشوشة…. فرفضوها بوقاحة وعنجهية وغرور.
إن خدعوا الشعب مرة أخرى وأعطاهم السلطة لنفاذ صبره من مسار أطول وأعقد مما كنا نتصور جميعا، فسيفاجأ هذا الشعب أنهم لن يفعلوا سوى مصادرة الحرية والكرامة التي جاءت بها الثورة دون أن يضيفوا للفقر الذي هم سببه منذ عقود إلا مزيدا من الفقر والفساد والاستغلال.
الجريمة الأكبر هي التي سترتكبها قوى الثورة إن مهدت لهم الطريق بتشتتها وصراعاتها وعدم انتباهها لكل صفارات الإنذار أو سمحت لا قدر الله بأن يكون الشهداء والجرحى قد ماتوا وتعذبوا عبثا.
حققنا نصف أهداف الثورة : الحرية والكرامة،
لنتجند جميعا للحفاظ على ما اكتسبنا وتحقيق النصف الآخر من مشروعها: التنمية المستديمة الشاملة ….
وما ذلك على الله بعزيز وعلى التونسيين والتونسيات بالمستحيل.
فإلى حماية تونس يا حماة الحمى
ولا بد لليل أن ينجلي.”