تعمل الهيئة المكلفة بإعداد ملف إدراج طوايف غبنتن بمدنين بالتراث العالمي لليونسكو على استكمال الملف في اقرب وقت حيث يجري حاليا اعداد وثائقي حولهم لتقديم هذه الفرق وتاريخها وخصوصياتها الفنية والموسيقية وتفردها كنمط موسيقي وغنائي وشعري متميز وكفن كرّس ثقافة التنوع والاختلاف وفق ما تحدث به الهاشمي الحسين باحث في الحضارة والمنسق الإداري لهيئة تسجيل طوايف غبنتن في التراث العالمي لمراسلة تونس الرقمية بالجهة.
وأضاف الحسين فقد تم نهاية شهر جانفي الماضي ادراج “الطوايف” ضمن التراث الوطني، حيث صدرت رسميا بطاقة الجرد الوطني لفرق طوايف غبنتن، مشيرا إلى أن الإدراج على المستوى الوطني يعد مرحلة أولى ضرورية وخطوة مهمة تسبق الإدراج على المستوى العالمي وذلك من أجل الاعتراف بقيمة هذا الفن وما قدمه طيلة قرن أو أكثر من نمط موسيقي تراثي فريد ونموذج ثقافي مندمج في بيئته في مناسبات الأعراس والأفراج بجهة الجنوب الشرقي.
وطوايف غبنت هي فرق فنية شعبية استوطنت بالمجال الترابي القبلي لجماعات قبيلة غبنتن المستقرة بعمادة القصبة من معتمدية سيدي مخلوف وقرية مُقّر بعمادة الشوامخ من معتمدية بني خداش من ولاية مدنين، ارتبطت تسميتها بالطوايف لاعتبارها فرقا طوافة تدور عروضها حول آلة الطبل ذات الإيقاعية، وعليها تكون الحركة الرئيسية للفرقة أثناء تقديم سهرات الأعراس وفق ما أكده محدثنا.
وتتكون الفرقة من 7 إلى 11 عضوا، أولهم رئيس الطايفة الذي وحده يقوم بنظم الشعر وتنظيم الأدوار بين بقية أعضاء الفرقة، الذين يطلق عليهم اسم البحرية، فهذه الطايفة تعتبر نفسها بمثابة سفينة قائدها الرايس وأعضاؤها البحرية ومهمتهم الأداء الجماعي.
وتعتمد الفرقة على النشيد وإلقاء الأشعار، وقد تطورت بإدماج الطبل المحلي الصنع وما تبعه من توظيف لحركات الجسد ضمن لوحات راقصة يتم فيها توظيف اللباس أيضا في خلق للتنوع لمشاهد العرض، بين الإنشاد والغناء والرقص وعروض الأزياء، وفي عمليات فنية متناغمة داخل حفل الزفاف.
ويساهم ادراج الطوائف في التراث العالمي وفق محدثنا في اشعاعهم على المستوى المحلي والوطني والعالمي ويمكنهم من الخروج من منطقتهم الضيقة إلى فضاءات ارحب لنشر فنهم وتوريثه للأجيال من بعدهم.