في خاتمة الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد […]
في خاتمة الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم الأربعاء إلى ليبيا صد البيان الصحفي المشترك التالي:
“انطلاقاً من علاقات الأخوة والروابط التاريخية المتميزة التي تجمع دولة ليبيا والجمهورية التونسية، وفي إطار ربط جسور التواصل والتنسيق بين البلدين الشقيقين، استقبل السيد رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدكتور محمد المنفي ونائباه السيد عبدالله اللافي والسيد موسى الكوني، سيادة رئيس الجمهورية التونسية السيد قيس سعيد، الذي أدى زيارة رسمية إلى دولة ليبيا يوم الاربعاء الموافق 17 مارس 2021. وشارك في مراسم الاستقبال الرسمي الذي جرى بمطار معيتيقة الدولي بطرابلس كل من وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الدكتورة نجلاء المنقوش ووزير الاقتصاد والتجارة السيد محمد الحويج ، ورافق سيادة رئيس الجمهورية التونسية خلال هذه الزيارة وفد رفيع المستوى ضم وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج السيد عثمان الجرندي وعددا من مستشاري وأعضاء ديوان سيادة رئيس الجمهورية التونسية.
وتأتي هذه الزيارة الهامة – كأول زيارة لرئيس دولة إلى ليبيا منذ سنة 2012 – في إطار حرص سيادة رئيس الجمهورية التونسية على أن يكون في مقدمة المهنئين للمجلس الرئاسي ولحكومة الوحدة الوطنية على نيل ثقة مجلس النواب الليبي واستلام مهامهما رسمياً وذلك في لحظات تاريخية جسدت مبدأ الانتقال السلمي للسلطة.
وتعكس هذه الزيارة الأخوية الرغبة المشتركة في تعزيز التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين لإرساء رؤىً وتصورات تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين ليبيا وتونس وتؤسس لشراكة متينة تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين في الاستقرار والتنمية.
وأجرى السيد رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدكتور محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد عبدالحميد الدبيبة مباحثات معمقة مع سيادة رئيس الجمهورية التونسية السيد قيس سعيد تم خلالها التأكيد على متانة الروابط التاريخية بين البلدين وعلى أن مستقبل العلاقات بينهما سيكون بقدر عراقة هذه الروابط، كما تم التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الجمهورية التونسية في دعم المسار الديمقراطي في ليبيا، مذكرين في هذا الشأن باحتضان تونس لملتقى الحوار السياسي الليبي الذي تُوج باختيار السلطة التنفيذية الجديدة لدولة ليبيا.
ومثلت الاستحقاقات المقبلة لكلا البلدين وخاصة على المستوى التنموي والاقتصادي أبرز محاور المباحثات حيث تم الاتفاق على أهمية التسريع بعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة لتعزيز آليات وأطر التعاون الثنائي في مختلف المجالات، حيث من المزمع عقد الاجتماع القادم للجنة في العاصمة الليبية طرابلس.
وأكد الجانبان على ضرورة العمل على تسهيل إجراءات العبور والتنقل للمواطنين وانسياب السلع والبضائع وتشجيع الاستثمار وتكثيف نسق التبادل التجاري بين البلدين والعمل على تذليل الصعوبات في هذا الشأن، بالإضافة إلى أهمية استئناف شركات الطيران التونسية لرحلاتها في اتجاه ليبيا.
كما تناولت المباحثات مسألة اختفاء الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري، حيث تم التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود للتوصل إلى كشف حقيقة اختفائهما.
وبحث الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث تم التأكيد على أهمية تنسيق المواقف حيالها من خلال تكثيف الاجتماعات التشاورية، وأكدا على ضرورة تفعيل آليات اتحاد المغرب العربي، والإسراع في عقد اجتماعاته على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى القمة.
في الختام أكد الطرفان على أهمية استمرار التعاون الاستراتيجي والتواصل المستمر لتعزيز أواصر علاقات الأخوة والتعاون المشترك بما يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار في البلدين خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين”.