تونس الآن
مثل استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم لرئيس الحكومة هشام المشيشي ومعه وزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان وحديثه معهما من وراء مكتبه على غير العادة سقطة برتوكولية أخرى في علاقة سعيد بالمشيشي .. صورة تحمل في طياتها رسائل عديدة.. رسائل سلبية تضاف لرسائل حفلات الاستقبال والتوديع بمطار تونس قرطاج.
إذ لأول مرة يُستقبل وزير أو رئيس حكومة في مكتب رئيس الدولة وليس في صالون الاستقبال، إذ جرت العادة أن يستقبل فقط وزير الخارجية بمكتبه وربما وزير الدفاع لأنهما مرجع نظر رئيس الدولة.
وكأن قيس سعيّد أراد من وراء استقبال هشام المشيشي من وراء مكتبه، أن يشير إلى أنه وحده القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والأمنية وأن عمل المشيشي يرجع بالنظر له وأنه وحده المخوّل له محاسبته.. في خرق واضح للبروتوكول واهانة للمشيشي بصفته رئيسا للحكومة أو حتى باعتباره وزيرا للداخلية بالنيابة..
أما ملامح الرئيس لحظة التقاط الصورة كانت مقصودة.. بدا فيها قيس سعيّد غاضبا يخاطب رئيس الحكومة بنبرة المعاتب من وراء مكتبه حاملا بيده الدستور.. وهذا تأكيد لأطراف أخرى أنه وحده حامي الدستور ومفسره كذلك.