فجر رئيس الهيئة الاستشارية من اجل جمهورية جديدة قنبلة […]
فجر رئيس الهيئة الاستشارية من اجل جمهورية جديدة قنبلة بعد ان خط رسالة نشرها في جريدة الصباح تبرا فيها من مسودة الدستور الذي نشر في الرائد الرسمي وقال عنه انه لا يمت للنسخة التي تولى اعدادها رفقة زمرة من المختصين.
وقال بلعيد في رسالته المرفقة بنص مشروع اللجنة :
في ســائر الاحوال، فــان التحويرات الجزئيــة والطفيفة مقبولة عموما. الامر يختلف كليا في صورة إدخال تحويرات جذرية في الاصل وفي روح النص الذي قدمناه، كما كان الحال بكل أسف في المشروع الذي طرحته الرئاسة في الرائد الرسمي.
من واجبنا الاعلان بكل قوة وصــدق أن النص الذي وقع نشره فيّ الرائد الرســمي والعروض للاســتفتاء لا يمت بصلة إلى النص الذي أعددناه وقدمناه لســيادة الرئيس. وعليه، فإننــي بصفتي الرئيس المنســق للهيئة الوطنية الاستشــارية، وبعد التشــاور مع صديقي الاســتاذ أمين محفوظ وموافقته، أصرح بكل أسف وبالوعي الكامل للمســؤولية إزاء الشعب التونس صاحب القرار الاخير في هذا الجال، أن الهيئــة بريئة تماما من الــمشروع الذي طرحه ســيادة الرئيس للاستفتاء الوطني.
وســعيا منا لابراز الحقيقة كاملة ولاطلاع الجميع، ارتأيت نشر النص الكامل للمسودة التي عملنا ساعات وأياما طويلة على وضعها والتي أتحمل المسؤولية فيها، ولا غير، أمام الشعب وأمام التاريخ
. وان ما يدفعني الى الصــدح بالحقيقة يتخطى الحرص على احترام الشكليات المتداولة عموما في شأن العهدات الاستشارية ليتعلق بالأصل والى ما نعتبره أخطر بكثير: ذلك أننا نرى أن النص الصادر عن رئاسة الجمهورية ينطوي على مخاطر ومطبات جســيمة من مسؤوليتي التنديد بها.
وبما ان الظرف لا يســمح بالاطالة فاني ســأكتفي الان بالاشارة إلى البعض منها: –
- طمر وتشويه الهوية التونسية، –
- – رجــوع مريب ال الفصــل 80 من دســتور2014 حول »الخطر الداهم« يضمن من خلله رئيس الدولة صلاحيات واســعة في ظروف يقررها بمفرده ما من شأنه التمهيد لنظام دكتاتوري مشين؛ –
- – انتفاء المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية، –
- – نظام جهوي وإقليمي مريب ومبهم وغامض ينذر بمفاجآت غير حميدة مستقبل،
- – تنظيم منقوص وجائر للمحكمة الدستورية وصلاحياتها كحصر أعضائها في سلك القضاة من خلال نظام تعيين يقض من استقلاليتها،
- غياب البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي من المشروع المطروح رسميا.
يدفعنا قصر الوقت الى الاكتفاء بما سبق، على ان نقدم لاحقا دراسة مفصلة لهذا الملف الهام بأكمله، ان شاء الله.
أخيرا وليس آخرا، يطيب لي ان أعبر عن امتناني لكل من ســاعدني على انجاز هذه الهمة رغم الصعوبات التي حفت بها، أي لكل أعضاء الهيئة الاستشارية وأعوانها ولكل من استشرتهم، وأن أثمن صدقهم ووطنيتهم وحلمهــم بتونس أجمل، وأن أشــكرهم على ثقتهم بي شــخصيا. وإن نشرنا لمشروعنا هذا هو كذلك تعبــير مني لهم على احترامي المطلق لهم ولجهودهم.