عادة، يفخر أبناء الشعب بنخبتهم لأنهم الأقدر على الاستشراف بتعقّل […]
عادة، يفخر أبناء الشعب بنخبتهم لأنهم الأقدر على الاستشراف بتعقّل ورويّة وانفتاح. لكنّ من النخبة من لا ينتخب ولا يصطفى لمثل هذا الشأن الجلل.
خذ عندك مثلا هذا الجامعي الذي لم يجمع من ثمار سنين الجامعة سوى الشهائد وبعض الكليشيهات الإيديولوجية التي محت حرب الأيّام الستة مشروعيتها… في مثل هذا الوقت العصيب، أطلق علينا من رشاش وعيه حمما لا توجّه عادة إلا للأعداء… لكنّ العدوّ ليس هنا، والوقت ليس وقت التفاخر بالكلام الرنّان لأنّه سهل الإفراز… كإفرازات الإسهال التي لا تأتي إلا سهلة وكاشفة لمرض مبطون.
أبدأ فأقول إنّي لست صاحب رأس مال لا تليد ولا طارف، وأنا ممّن فاز بفرصة التعلّم في حضن المنظومة العمومية تماما مثل مئات الآلاف من أبناء الشعب. غير أنّي حين أمرّ صدفة بما ينشر جامعي على متن فايسبوك (بدل النشر الأكاديمي المؤسس والمرجعي الذي هجر معاناته هو ومن شاكله) أردّ عليه سريعا كما حدث معه ودون تعقّل فأقول: سيدي الجامعيّ الذي يحتلب من ضرع الخزينة العمومية ما يغني عن المعاناة اليومية للعامل والمستثمر في القطاع الخاص… الإثنان على حدّ السواء… دع عنك التأنق في السباب والرجم بما لا تحتمل إتيانه الجارات المتعاديات في زنقة ضيقة واستعد ما أفرزت إسهالا أو تقيّؤا لأنّ تونس تحت خط النار، والقطاع الخاص ليس دولة معادية، ودع شأن الحوار لمن يحسنون القول بدل تلويثه، وإن كنت زيّنت لك لوحة المفاتيح لتقول: “مهرّبون متهربون سماسرة لا رجال أعمال. لا فرق بينكم وبين الوباء” فإنّي أغفر لك ذلك لأنّك لم تختبر الحاسوب ـ ربّما ـ إلاّ لوضع طوبة مهترئة على جدار إبداع جامعيّ منظّر…فالقطاع الخاص هو من يموّل الخزينة المالية العمومية لتقتات أنت وهو الذي حافظ على قليل من توازن أفقده السياسيون أمثالك للمالية العمومية على امتداد ابلسنوات المنقضية فحوّل تونس الى دولة شبع مفلسة غارقة في الديون واليوم تريد ان تسقط ما تبقى شبه صامد منها.
لن أطيل على القارئ، فإمكانه مواصلة الحكاية ضمن “نصّك البحثيّ” الذي نرفقه بهذا النصّ، لكن قبل المغادرة أقول: الوباء هو من يريد أن يفجر الوطن ..فلإ وباء الا انت