أدب فالنتين/ الحب عند العرب.. بقلم : عبد الرؤوف بوفتح نحن لا تقاليد لنا في الارتماء في احضان بعضنا البعض...
نحن لا تقاليد لنا في الارتماء في احضان بعضنا البعض…
لا توجد باقات وُرود في منصّات قلوبنا.
لا حبّ في ذاكرتنا
لا حب في عيوننا
لا حب في أوطاننا..
– نحن نبارك للغريب حين يكتب عن لوعة وقدسية الحب، بل نقتلع حروفه لنذيعها في ذائقة الناس من حولنا، ونوهم الجميع اننا نحب ايضا، ونتشبّه بحرقة العُشّاق منذ صعاليك الجاهلية وقبل شهرزاد.. وطَوْق الحمامة.. الا اننا ،، وفي غمرة حياتنا اليومية،، نشْهر الاظافر في وجوه بعضنا بل المناجل والسيوف والنميمة والاغتياب والصراخ.
نصدّق الشعراء فقط.. حين يتحدّثون عن الحب..ربما يبنون قصورا من الّرمل ، غير ان قلوبهم تأسرها دائما الاطلال والخرائب.. ورَجْع القوافل والصدى.
الحب ، هو فرح حارق ، حزن لذيذ حيرة وذهول ، هو أكثر التفاصيل فزعا وبُهتانا ، بقايا الغبار على حروف النّافذة ،، الصُّحف التي تحتلّ غرفة النّوم.. وكتب العشّاق التي نشمّ حِبْرها، نعيد قراءتها ونحفظ عن ظهر قلب تراتيل ضحاياها ..السريرالبارد .. الأغطية النّظيفة وسائر الرّوائح والألوان التي تجمعنا… العادات السّيئة ،، فوضى الأدراج.. الساحات الخالية… القمصان البالية.. الأماكن المهجورة.. وحدائق طيور مهاجرة وحقول عصافير العنب.. والكثير من أحلام القطن.
والحب فراق الحَمام .. وهدايا لا تصل في وقتها… تجده بين الكؤوس والصّحون على رفوف المطبخ..أو بقايا ارتعاشة منسيّة في جيب السّترة التي بدّلْتها يوم أمس…شقوق الغرف القديمة , وهو مجموعة من الأسرار المشتعلة واللهفة المستورة…وهو عطش لا ترويه نساء الأرض…. أو آمرأة تكتفي من الحياة بفكْرة وصورة رجل يمرح في البال…!
– نحن :
حين تقول لامراة : احبكّ يا بنت..يضحك اغلب الخَلْق من حولك لغبائك وحمقك وبَلَهِ الذين خلّفوك..و يجهزون لك.. رصاص الخنازير..
– نحن :
الحب عندنا مضيعة للوقت لانه مبيد للقبح ، ويؤسس للجمال..
والحب عند نساء العرب كالماء في الغربال..
وعند الرجال كذبة الغراب.
لم يكذب علينا شعراء الجاهلية ابدا..وهم يبكون بعد فوات الاوان على الاطلال.. وقد خلّفتهم القوافل عند الخرائب وكثبان الرمل.. ولم يحضنوا غير آثار الرياح في الأثافي ..
أتْعبني عُري الشوارع والنهارات ، أتعبتني الوجوه البيضاء ،، واللغات الميتة .
كم أشتهي أن أرى العالم مغتسلا بالحب والجمال والغناء ،، وأُسَرّح شَعْر مَنْ أُحب بأصابعي أمام نافذة تَنْفَتح للصّنوبر والورد والعصافير والعشب والقبلات … ثم أَسْكُب على جسدها كل الينابيع ….!
– لا تصدقوا العرب.. حين يتحدثون عن الحب..!