تفاجأ مزارعون وسكان مناطق ريفية في عدد من البلدان الإفريقية، خلال الفترة الأخيرة، بارتفاع تجاوز 300 بالمئة في أسعار الحمير التي يستخدمونها بشكل أساسي في الزراعة والنقل وغيرها من الأعمال اليومية.
وارتفعت الأسعار بسبب ما قيل إنه إقبال من الصين ووكلاء محليين، على شراء الحمير بأسعار باهظة في الكثير من المناطق القروية والزراعية في البلدان الإفريقية، الأمر الذي أحدث نقصا حادا.
وقد لجأت شركات صينية عملاقة تعمل في مجال الطب البديل إلى الأسواق الإفريقية، مؤخرا، وسط طلب ضخم على جلود الحمير، التي تستخرج منها مواد ومركبات تدخل في إنتاج أدوية وعقاقير نادرة وعالية السعر.
ويرى عاملون في مجال الطب البديل أن تلك الأدوية تعالج العديد من الأمراض، لكن حتى الآن لم تصدر دراسات علمية محددة تثبت صحة تلك الفرضيات.
وتستفيد شركات عملاقة تعمل في مجال الطب البديل من جلود الحمير الإفريقية في استخلاص عنصر غامض يعتقد أنه يحتوي على فوائد صحية ناجعة في علاج العديد من الأمراض الشائعة.
ويتم استخدام الكولاجين المستخرج من جلود الحمير بعد مزجه بأعشاب ومكونات أخرى لإنتاج منتجات استهلاكية طبية وصحية، يعتقد أنها تقوي الدم وتوقف النزيف وتحسن نوعية السوائل الحيوية وتساعد على معالجة ارق النوم، وتقوية البنية الجسمانية وإزالة الترهلات التي تحدث لجلد الإنسان عند تقدم السن.
ووفقا لدراسات أجريت على الفئران، فقد أظهر كولاجين الحمير قدرة على تقليل الالتهابات والمساعدة على منع تكوين الجذور الخالية من الأوكسجين، ولكن لم يتم العثور على هذه النتائج في البشر حتى الآن.
ويباع الكيلو الواحد من المادة المستخلصة من جلود الحمير بأكثر من 780 دولار في السوق الصينية أي ما يعادل سعر 4 حمير حية في البلدان الإفريقية.
وفي أعقاب تقنين الطب البديل في الصين، خلال السنوات الأخيرة؛ ودخول بعض الأدوية المنتجة من مادة الكولاجين المستخلصة من جلود الحمير ضمن قائمة الأدوية المسموح بتغطيتها عبر التأمين الصحي، ارتفع حجم سوقها إلى نحو ثمانية مليارات دولار سنويا.