طرائف: كما هو معلوم لا يحضر يوم 29 فيفري سنويا بل يزورنا كل 4 سنوات. وفي هذا اليوم منذ عام 1288 في إسكتلندا كان يمكن للمرأة.
كما هو معلوم لا يحضر يوم 29 فيفري سنويا بل يزورنا كل 4 سنوات. وفي هذا اليوم منذ عام 1288 في إسكتلندا كان يمكن للمرأة أن تتجرأ وتطلب يد وقلب أي رجل عازب تحت طائلة دفع غرامة!
وهكذا صدر في اسكتلندا في 29 فيفري من عام 1288 قانون يقضي بتغريم الرجل العازب إذا ما تقدمت إلى خطبته امرأة ورفض عرضها، وتحديدا في مثل هذا التاريخ في السنوات الكبيسة.
من أين جاء يوم 29 فيفري؟
ظهرت الأيام الكبيسة وفقا للتقويم الذي أصدره البابا غريغوري الثالث عشر في عام 1582، وقد قضى بأن تصبح أيام السنوات الكبيسة 366 يوما بدلا من 365.
تأسس هذا التقويم المعمول به حتى الآن على حقيقة أن الأرض تكمل دوره كاملة حول الشمس في 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية.
هذه الساعات والدقائق والثواني الملحقة تتحول إلى يوم كل أربع دورات للأرض حول الشمس. وبما أن السنة في هذا التقويم في زمن يوليوس قيصر، كانت تبدأ في مارس، وذلك يعني أن شهر فيفري كان الشهر الأخير في العام، أضيف إليه اليوم “الكبيسي” في التقويم الغريغوري.
اللافت أن البعض يرى أن قصة حق المرأة في التقدم لخطبة الرجل في يوم 29 فيفري ، تعود إلى تقليد إيرلندي يطلق عليه “Leap Year” جعل من 29 فيفري فرصة ثمينة للنساء يتفادين من خلالها خطر العنوسة بمبادرتهن إلى خطبة الرجال وتحت طائلة الخسارة في حال رفض مثل هذا العرض.
بالمقابل تتحدث رواية أخرى أن برلمان اإسكتلندا مرر في عام 1288 قانونا استغل فرادة يوم 29 فيفري، وأتاح فيه للمرأة الحق في طلب الزواج من أي رجل أعزب.
وينص هذا القانون على أن أي رجل أعزب يرفض عرض زواج من امرأة في سنة كبيسة يعرض نفسه إلى عقوبة تتراواح ما بين قبلة إلى شراء زوج من القفازات أو فستان حريري، أو دفع غرامة قيمتها 100 جنيه لأسرة تلك المرأة!
الظريف أن الغاية من تعويض المرأة التي يرفض عرضها رجل في السنة الكبيسة بقفاز، يتمثل في أنه سيمكنها من إخفاء حرجها لعدم وجود خاتم خطبة أو زواج في يدها.
ويمكن للرجل المعني وفق هذا القانون تجنب الغرامة، فقط إذا أثبت أنه مرتبط بخطبة مع امرأة أخرى، وعليه في هذه الحالة تعريف ممثلي القانون بالمرأة التي سبقت بالتقدم إلى خطبته!
لماذا ظهرت مثل هذه الحاجة إلى هذا الحق الاستثنائي؟
أملى مثل هذا القانون خلل أصاب النسيج الاجتماعي في اسكتلندا، وذلك لأن الآلاف من الفرسان فقدوا حياتهم في الحروب والمبارزات في تلك الحقبة المضطربة، وتبعا لذلك وافق سدنة البرلمان الاسكتلندي، الغيورين على العدد المتزايد من العوانس في العائلات النبيلة، على هذا القانون وأعلنوا أنه من الآن فصاعدا يحق للنساء مرة واحدة كل أربع سنوات في يوم 29 فيفري خطبة من يرونه مناسبا من الرجال.
انتشر هذا التقليد الذي تحول إلى قانون بسرعة كبيرة في جميع أنحاء إسكتلندا، ثم في المملكة المتحدة، ووصل إلى البلدان المجاورة. واتيحت بذلك للجنس اللطيف فرصة مرة كل أربع سنوات، خلافا للأعراف السائدة، التقدم لطلب يد من يرونه مناسبا من الرجال.
ولسوء الحظ فإن تعداد مثل هذه الزيجات التي تم إبرامها يوم 29 فيفري بعد فرض هذا القانون في البلاد لم يتم الحفاظ عليه في الوثائق التاريخية، كما لم يتم أيضا الحفاظ على الإحصاءات المرتبطة بإجراءات رفض الرجال الزواج في السنوات الكبيسة في السجلات القانونية.
نذكر بالمناسبة أن هذا التقليد يعود إلى القرن القرن الخامس في أيرلندا. هناك تتحدث أسطورة قديمة أن قديسة بريجيت الأيرلندية الشهيرة والمبجلة اشتكت إلى القديس باتريك عن الكثير من المصاعب التي تواجه النساء في ديرها في الارتباط بالرجال.
بريجيت كانت غاضبة لأن النساء ممنوعات بحكم الأعراف السائدة من أخذ زمام المبادرة في إقامة العلاقة ويتوجب عليهن انتظار أن يأتي لخطبتهم فقط واحد من دائرة محصورة حول أسرهن.
القديس باتريك تعاطف مع بريجيت وتحمس لمطلبها ومنح الإذن للجنس اللطيف باختيار من يرغبن به، ولكن فقط في السنوات الكبيسة.
بعد إعلان القديس باتريك وإتاحته فرصة 29 فيفري، تقدمت منه القديسة بريجييت وطلبت الاقتران به! رفض باتريك العرض، وعوضها بقبلة على جبينها وبثوب حريري لمداواة أحاسيسها الجريحة.