ثقافة الفلوجة اصطلاحا هي الأَرضُ المُصلَحة للزَّرع وفلوجة العراق بلاد المقاومة والاستبسال ...وفلوجة تونس التي ولدت البارحة على يد سوسن الجمني .
تونس الان :
الفلوجة ..العراق … يقال صامدة كالفلوجة، كيف لا وهي التي صمدت في وجه الاحتلال الأمريكي وقاومت حتى اخر شهيدا لها ، قدمت كل ابنائها شهداء وقدمت تاريخها واثارها واستبسلت وكانت رقما صعبا في الحرب الامريكية على العراق واضطر الامريكيون لاستعمال أسلحة محرمة لتركيع هذه المدينة التي ابت ان تركع.
الفلوجة اصطلاحا هي الأَرضُ المُصلَحة للزَّرع وفلوجة العراق بلاد المقاومة والاستبسال …وفلوجة تونس التي ولدت البارحة على يد سوسن الجمني .
اسم المسلسل الذي تم تسريبه قبل اشهر ، كان محل تساؤلات وتخمينات ، كيف سيكون ، هل سيكون مسلسل حرب عصابات لذلك ارتأت الجمني الى استعمال اسم فلوجة لتقريب الصورة للقارئ؟ هل سيكون مسلسل تاريخي يحكي عن الفلوجة او عن حرب العراق ؟.
الإجابة كانت واضحة البارحة ، “مرحبا بكم في الفلوجة” عبارة في الحلقة الأولى للمسلسل كتبت على سيارة الأستاذة “بطلة المسلسل” والفلوجة هي معهد لتلاميذ مراهقين احترفوا البلطجة وتعاطي المخدرات والفساد والانحراف الى جانب ما يتسمون به من عدم احترام للاطار التربوي .
مازالت الحلقة الأولى تعرض وانهالت عليها سيلا من الانتقادات والدعوات لإيقاف بث ما وصفه وزير التربية بالمهزلة وبغض النظر ان كان المسلسل ينقد جزءا من الحقيقة او الواقع فإن طريقة الطرح تشوبها عديد الاخلالات ولم يراعي الضوابط الأخلاقية ولا القانونية ( من ناحية توقيت البث).
وروج للأستاذ والمربي في موقف ضعف امام تلاميذه ويتعرض للإهانات وكأن الاية قلبت ، الاستاذ اصبح تلميذ والتليمذ اصبح استاذ ، حتى أن الهندام الذي ظهر به التلاميذ لا يمكن أن يكو هنداما محترما في معهدا محترما يليق بوضع تربوي محترم في دولة تحترم وتقدس العلم وتنتج اجيالا ناجحة .
المخدرات في المدارس والمعاهد كانت استثناء ، لا يمكن باي شكل من الاشكال اليوم أن تتحول الى ظاهرة عامة في مدارسنا ومعاهدنا .
في انتظار ما ستسفر عنه الحلقات القادمة من المسلسل رغم أن ما باتت تبثه قناة الحوار التونسي لا يعير أي اهتمام الا للأرباح ونسب المشاهدة والاشهارات بعيدا عن كل القيم التي كان على الاعلام ان يكون احد اهم الأطراف التي تبنيها.
ولئن لا يمكن ضبط الاعمال الفنية وتقييدها بشروط او حصرها في جانب معين لكن يجب التركيز على عدم اغفال بعض الإجراءات على غرار التنصيص على السن المسموح بها لمشاهدة المسلسلات أو ان كان المحتوى عنيف لا يتلاءم مع الأطفال الى غير ذلك .
مسلسل لم يتجاوز عمره حلقة ، قيل فيه ما لم يقله مالك في الخمر، قضية استعجالية وبيانات بالجملة واجتماع على اعلى مستوى بين الوزراء، ونأمل الا يتفطن اشقاءنا في العراق الى نسبة تسمية احدى مدنهم على مسلسل يشرع لتعاطي المخدرات والفساد والانحلال الأخلاقي والانحراف والجريمة.
وما على السلطات الا التدخل عاجلا لتغيير توقيت البث حتى لا يكون الأطفال والمراهقين عرضة للتأثيرات السلبية لهذا المسلسل وأيضا حتى لا نعود لمربع “الصنصرة” …ويبدو ان الحديث سيطول كثيرا حول هذا المسلسل .