تونس الان :
مازال التونسيون في بداية شهر رمضان ، بصدد اكتشاف الاعمال التلفزية لهذه السنة والتي على ندرتها الا انها كثيرا ما تترك بصمة واثرا سواء سلبيا أو إيجابيا ويجد التونسيين ما يشغلهم طيلة شهر بين التحليل والتحريم ولعل مسلس “فلوجة” خير دليل على ذلك .
ما يلفت الانتباه في اليومين الاولين في رمضان أن العائلات التونسية تتجول بين القنوات بحثا عن انتاج عائلي يمكن لكل افراد العائلة ان يتجمعوا به حول مائدة الإفطار ، ولئن تبدو هذه المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة ، فإلى جانب القنوات المصرية والعربية التي تبث مسلسلات وصفت بالضخمة ، تبث قناة نسمة سلسلة سبق الخير ، ووفق ما لاحظناه من خلال متتبعي وسائل التواصل الاجتماعي فأن السلسلة لاقت استحسان التونسيين ويعتبرونها من اهم الأشياء التي تجمعهم حول مائدة الإفطار.
السلسلة فعلا خفيفة ويمكن مشاهدتها دون حرج مع العائلة ، تضم اهم الوجوه الفنية على غرار النجم كمال التواتي والنجم لطفي بندقة والممثل المسرحي كريم الغربي وسفيان الداهش ولطفي العبدلي ومجدي بلغيث واخرين .
السلسلة الضاحكة تقريبا غاصت في كل اعمال الدولة بطريقة هزلية ، رئيس حكومة (كمال التواتي ) يُسرق منه هاتفه من قبل شاب ( مجد بلغيث) فيقوم رئيس الحكومة بكل المجهودات هو ووزير الداخلية (لطفي بندقة) لاسترجاع الهاتف) ، فيقوم السارق بنشر فيديو من هاتف الرئيس وهو يرقص على احدى الأغنيات المعروفة على تطبيقة “تيك توك” ويرسل رسائل نصية الى السفارات والرؤساء .
مشهد في حلقة البارحة لخص كل ما مرت به هذه الدولة من فساد ودسائس وتعيينات مشبوهة وما عانته من خراب وتأخر بسبب هذه التعيينات وسياسة الولاءات ..
في مشهد من السلسلة يجتمع رئيس الحكومة وهو كمال التواتي بوزير الداخلية (لطفي بندقة ) ويعرب عن استغرابه عن كيفيو عجزه عن استرداد هاتفه المسروق وهو وزير داخلية فيجيبه ” انا في الأصل كونتابلي …اما الحزب متاعنا في التحالفات قالولي خوذ وزير خذيت وزيد قالولي هاي وزارة سيادة … وليت خذيت … انا أصلا حبيت على وزارة السياحة .. سفرات وجو وانا مرتاح لكن الحزب حطني في وزارة الداخلية قبلت )
هذا الكلام بالذات تكرر اكثر من مرة ، خاصة في مشهد اجتماع الوزراء عندما اجتمع ( كمال التواتي) بوزراءه جد خلاف بين اثنين منهما ليتدخل رئيس الحكومة ويقول لهما ” الحكومة شوي لا طاحت لولا صوت انقذ الموقف وتحصلنا على 109 صوت ..خلونا نزيدو حتى عامين نتمتعو بشهارينتا ونحصلو التقاعد “.
.. ولم يأت سيناريست العمل بهذه الأفكار من عالم غير عالمنا، انه ينقل الواقع حرفيا تقريبا ، هكذا فعلا كانت تدار أمور الدولة وهذا لم يعد مخفي عن احد.
كوميديا ساخرة ، مضحكة في ظاهرها ، مبكية في باطنها لانها وضعت اصبعها على الداء بطريقة ساخرة ومضحكة .
“سبق الخير “..”فيه الخير” عمل استطاع الى حدود حلقته الثانية اسعاد التونسيين واخراجهم من ‘الدراما المغشوشة ” والمهدمة والتي لا تحترم لا عقل التونسي ولا خصوصية العائلة التونسية .
منى ميري